زار قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، القصر الرئاسي في الخرطوم، بعد وصوله إلى مطار المدينة الدولي، بعد ساعات فقط من استعادة الجيش له.
وظهر البرهان وسط جنود يهللون في مكان الاحتفال - كرمز مهم للسلطة والسيادة المطلقة - وأعلن أن العاصمة أصبحت "محررة" من قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال: "الخرطوم حرة، انتهى الأمر".
ويُعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدم البرهان القصر الرئاسي، منذ اندلاع الحرب قبل عامين تقريباً.
واضطرت الحكومة التي يقودها الجيش إلى الانتقال إلى مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على العاصمة في بداية الحرب.
وقبل ذلك كان قائد عسكري قد صرح لبي بي سي بأن قواته أمّنت المطار بالكامل، ويتوقع أن تتمكن من طرد بقية مقاتلي قوات الدعم السريع مع نهاية اليوم.
ويتقدم الجيش بسرعة منذ استعادة القصر الرئاسي الجمعة الماضية، والسيطرة على مؤسسات الدولة التي استولت عليها قوات الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على معظم أنحاء الخرطوم، منذ بدء الحرب في أبريل/نيسان 2023، التي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، وأجبرت الملايين على الفرار من ديارهم.
كما صرح متحدث باسم الجيش بأن القوات استعادت جميع الجسور على نهر النيل، وهي تربط المدن الثلاث التي تُشكّل "الخرطوم الكبرى"، بالإضافة إلى معسكر في بلدة جبل أولياء، معقل الدعم السريع جنوب الخرطوم.
وأفاد سكان هذا الأسبوع بأن مقاتلي قوات الدعم السريع يتراجعون جنوباً، على ما يبدو باتجاه جبل الأولياء، وهو طريق الخروج الوحيد المتبقي لهم.
وأظهرت لقطات من طائرات بدون طيار، نشرها الجيش السوداني، أشخاصاً يعبرون جسراً فوق السد هناك. ولم تتمكن بي بي سي من التحقق من هويتهم، لكن الجيش قال إنهم مقاتلون من قوات الدعم السريع يفرون من الخرطوم.
وأظهرت مقاطع فيديو، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يبدو أنهم أشخاص في وسط الخرطوم يحتفلون بتقدم الجيش، بعد ما وصفه الكثيرون باحتلال وحشي من جانب قوات الدعم السريع.
وأفاد أولئك الذين رفضوا المغادرة، أو لم يتمكنوا منها، مراراً بوقوع عمليات نهب جماعي على يد قوات الدعم السريع، التي استولى مقاتلوها على منازل المدنيين.
وتُعدّ الخرطوم إحدى مناطق البلاد التي قالت الأمم المتحدة إنها تقترب من حالة المجاعة، بسبب نهب الأسواق والقيود المفروضة على المساعدات من كلا الجانبين – الجيش وقوات الدعم السريع.
ووثّقت جماعات حقوق الإنسان حالات عنف جنسي وانتهاكات أخرى. وكل من قوات الدعم السريع والجيش وجهت لهم اتهامات بقصف مناطق مدنية عشوائياً.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اتهمت القوات الجوية في الجيش السوداني بقصف سوق، وقال شهود عيان إن عشرات المدنيين قُتلوا نتيجة ذلك.
وتعد استعادة الخرطوم إنجازاً هائلا للجيش، ما قد يمنحه ميزة استراتيجية في الحرب.
لكن الحرب لم تنته بعد.
ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على معظم إقليم دارفور غرب السودان.
ويحظى كلا الجانبين بدعم من قوى أجنبية أرسلت أسلحة إلى البلاد، وقد فشلت الجهود الدولية لإحلال السلام في السودان.
اشتباكات في الفاشر
وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، قتل الجيش السوداني 20 شخصاً من قوات الدعم السريع، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية الأربعاء.
وقالت الفرقة السادسة مشاة من الجيش بالفاشر إنها تمكنت، عبر الطيران المسير، من قتل 20 عنصراً من عناصر الدعم السريع وتدمير 3 مركبات عسكرية، و شاحنتي نقل كانتا تحملان أسلحة وذخائر ودعماً لوجستيا للدعم السريع.
وأضافت الفرقة، في إيجازها الصحفي الأربعاء، بوقوع اشتباكات عنيفة داخل صفوف الدعم السريع نتيجة لخلافات عرقية حادة، أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم.
مئات الآلاف من الأطفال محاصرون
تعليقات
إرسال تعليق