> تواجه الهند تحديات سياسية كبيرة مع بنغلاديش في أعقاب خروج الشيخة حسينة واجد من السلطة. وللعلم، في بداية عام 2024، كانت بنغلاديش مثالاً ساطعاً على نجاح السياسة «الجوار أولًا» في الهند. وبحلول نهاية السنة، صارت المثال الأبرز لحدودها.
وهنا نشير إلى أن الهند تتشارك وبنغلاديش بأكثر من 4000 كيلومتر من الحدود المباشرة مع بنغلاديش، وهي تعتمد بشدة على الهند في الحصول على الغذاء والوقود والضروريات الأخرى. وحسب الدكتور مقتدر خان، أستاذ العلاقات الدولية الهندي، «استثمرت الهند في حسينة، لكن ليس في بنغلاديش، وبعكس هذا، لم تتفاعل الهند إلا بشكل انتقائي مع نظيراتها في بنغلاديش. وفي حين أن نيودلهي تفاعلت أيضاً مع الحزب الوطني البنغلاديشي، فذلك لم يحدث إلا بعد تفاعلات الصين، ومن المرجح أن يكون ذلك أمراً غير مريح إلى حد كبير. وفي أي حال، فقدت الهند الكثير من الإرادة السياسية في بنغلاديش... لكنها مع ذلك، فإنها تمارس لعبتها هناك بصمت».
الأكاديمي الهندي ذكر أيضاً أن قلة اكتراث واشنطن ببنغلاديش سيعني أن نيودلهي ستتمتع بحرية أكبر في التعامل مع سلطات دكا، وفي المقابل، من المستبعد أن تزعج الصين الهند بينما هي تعمل جاهدة على تخفيف حدة التوترات معها.
مع ذلك، يلاحظ الفريق الهندي المتقاعد براكاش مينون أن «التحدّي يكمن في استخدام أدوات الهند السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية لمنع استغلال بنغلاديش من قِبل الصين وباكستان». ويوضح من ثم «إن النفوذ الاقتصادي والاستراتيجي للصين والتقارب المتزايد بين باكستان وبنغلاديش جنباً إلى جنب مع تدهور علاقات الهند مع الدول الثلاث هو جوهر هذا التهديد... سيكون هذا تحدياً كبيراً وعلامة على مستقبل غير مطمئن».
تعليقات
إرسال تعليق