القائمة الرئيسية

الصفحات

ترمب: ويتكوف سيواصل العمل للتأكد من غزة خالية من التهديد

 

يشير تاريخ العلاقة الطويلة التي جمعت بين دونالد ترمب وستيف ويتكوف، إلى الثقة العميقة والولاء الذي سيعطي ويتكوف حرية أكبر للمناورة في ملف السلام في الشرق الأوسط؛ إذ، بالإضافة إلى أسلوبه في التعامل التجاري ومصالحه الشخصية في الشرق الأوسط، بوصفها خلفية يمكن أن تجعله «وسيطاً فعالاً»، يتشارك ويتكوف مع ترمب بشخصيتيهما الفجتين.


ووفق صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإنّ ويتكوف (اليهودي الديانة)، بينما كان المفاوضون يقتربون من التوصل إلى اتفاق، تواصل مع مكتب نتنياهو لإتمام الصفقة، لكن مساعديه أخبروه أنه لا يمكن إزعاجه خلال يوم السبت، وهو يوم عطلة مقدسة عند اليهود. لكنه رد بتعابير إنجليزية لاذعة، قائلاً إنه «لا يعير اهتماماً لليوم الذي هو فيه». وفي وقت لاحق، قال ويتكوف للصحافيين عن الصفقة: «أعتقد أنهم سمعوه بصوت عالٍ وواضح: من الأفضل إنجاز الأمر بحلول يوم التنصيب»، مشيداً بترمب قائلاً: «إنه يمنحنا الكثير من السلطة». بينما قال ترمب عنه: «لدينا أشخاص يعرفون كل شيء عن الشرق الأوسط، لكنهم لا يستطيعون التكلّم بشكل صحيح... ويتكوف مفاوض عظيم». وبعد الإعلان عن الصفقة، قال ترمب إن ويتكوف سيواصل «العمل بشكل وثيق مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تكون مرة أخرى ملاذاً آمناً للإرهابيين».


وبالفعل، وجد ويتكوف نفسه في دائرة الضوء، مدافعاً عن اقتراح ترمب الصادم نقل مليونَي فلسطيني من سكان قطاع غزة إلى مكان آخر. وقال ويتكوف للصحافيين، الأسبوع الماضي، أمام البيت الأبيض قبيل وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاء ترمب، إنّه «ليس من الإنصاف القول للفلسطينيين إنّهم قد يعودون في غضون 5 سنوات... هذا أمر سخيف». وردّاً على سؤال بشأن اقتراح ترمب «تنظيف» القطاع، عبر نقل الفلسطينيين منه، قال: «عندما يتكلّم الرئيس عن تنظيفه فهو يتكلّم عن جعله صالحاً للسكن». وهنا علّق مستشار الأمن القومي مايك والتز، الذي كان واقفاً إلى جانب ويتكوف، مبتسماً: «هذا الرجل يفهم في مجال العقارات».


وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، واصل ويتكوف، في تصريح على قناة «فوكس نيوز»، عرض «مبرّرات الإدارة لفكرة إعادة توطين الفلسطينيين على نطاق واسع من غزة». وغنيّ عن القول أن فكرة ترمب أثارت موجة انتقادات في المنطقة اعتبرتها ترقى إلى «التطهير العرقي»، وقد تعرّض التغييرات الإقليمية الأخيرة رأساً على عقب، جرّاء الضغوط التي تُمارس على دول عربية أساسية للقبول بتنفيذ «مشروعه العقاري». وفي محاولة لتجاهل تعقيدات الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني المستمر منذ عقود، قال ويتكوف: «الحياة الأفضل لا ترتبط بالضرورة بالمساحة المادية التي تعيش فيها اليوم».


من جهة ثانية، عَدّ البعض تحويل غزة إلى «ريفييرا» المنطقة مجرّد خدعة تخفي نية توسيع مساحة إسرائيل، وتصفية القضية الفلسطينية، عبر تنفيذ أكبر «عملية عقارية» وتطهير سكاني في الشرق الأوسط منذ «النكبة» الفلسطينية الأولى في أربعينات القرن الماضي.


وعلى الرغم من «التغيير» الطفيف في لغة ترمب، بعد زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني، ومنه قوله إنه استمع لاقتراحاته عن تفضيله بقاء الفلسطينيين في أماكنهم مع تخصيص أراضٍ إضافية لاستخدامها في مشاريع تنموية جديدة. غير أنه أعاد التأكيد بأنه «يشعر أن هناك حلولاً أكثر شمولية، بما في ذلك إمكانية نقل الفلسطينيين إلى مواقع أخرى».


ولقد قال بيان البيت الأبيض إن الزعيمين بحثا «هدف الرئيس (ترمب) المتمثل في إعادة إعمار غزة بشكل جميل بعد انتهاء الصراع، وتوفير خيارات لسكان غزة تضمن لهم العيش بأمان وكرامة، بعيداً عن استبداد (حماس)».


كذلك جدد ترمب مطالبته لحركة «حماس» بالإفراج عن جميع الرهائن، بمن فيهم الأميركيون، بحلول (اليوم) السبت، كما «طلب من الملك المساعدة في ضمان إدراك (حماس) وقادة المنطقة خطورةَ الوضع».


تعليقات

التنقل السريع