في يوم كان يُفترض أن يكون عيداً للمحبة والسلام، تحوّلت قرية الكشح بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج إلى مسرح لجريمة مأساوية هزّت القلوب وأثارت الجدل. شابٌ في مقتبل العمر يُذبح على يد نسيبه، أمام أعين الناس، في وضح النهار، وعلى مقربة من دور العبادة، تاركاً خلفه مشهداً ينزف بالألم والأسئلة التي لا إجابة لها حتى الآن.
مشهد يكسو القلوب بالوجع:
وسط الشارع، كان القاتل واقفاً أمام ضحيته كأنه يتباهى بفعلته، بينما سيدة خمسينية تصرخ بأعلى صوتها وتنتقل بينهما في محاولة يائسة للسيطرة على الكارثة. تارةً، تصفع القاتل على وجهه وكأنها تريد أن تعيد إليه عقله المفقود، وتارةً أخرى تركع عند جسد الضحية الملقى على الأرض، تضمه إلى صدرها، وكأنها تريد أن تسحب روحه من الموت وتعيدها للحياة.
صمت المتفرجين وعدسة الجريمة:
وفي الوقت الذي كانت فيه الحياة تُسحب من جسد الشاب الغارق في دمه، ظل المتفرجون واقفين، كأنهم تماثيل عاجزة عن الفعل، بينما رفع البعض هواتفهم لتسجيل المأساة بدلاً من التحرك لإنقاذ روحٍ تُحتضر. هذا الصمت المطبق لم يكن مجرد تواطؤ مع الموت، بل كان خيانة للإنسانية.
فيديو يثير الجدل والغضب:
لم تمر ساعات حتى اجتاح مقطع الفيديو مواقع التواصل الاجتماعي، موثقاً اللحظة بكل قسوتها. ولكن بدلاً من أن يكون شاهداً لتحقيق العدالة، أصبح الفيديو أداةً لنشر الفزع وانتهاك حرمة الموت وألم الأسرة المكلومة. تساءل الكثيرون عن غياب القيم الأخلاقية في تصوير ونشر مثل هذه المشاهد المروعة، وعن مسؤوليتنا كأفراد في التعامل مع مثل هذه الكوارث.
ألغاز الجريمة ودوافعها:
التحقيقات لا تزال مستمرة لكشف أسباب الحادثة، حيث لم تُعلن حتى الآن دوافع القاتل، وما إذا كان تحت تأثير المخدرات أو أنه مدفوع بعوامل أخرى لا تزال في طي الغموض.
دعوة للإنسانية:
هذه الحادثة ليست مجرد جريمة قتل، بل صفعة على وجه مجتمع يختار المشاهدة بدلاً من التدخل، ويجد في الموت مادة للتسلية بدلاً من التعاطف. إننا أمام مشهد يضع أخلاقياتنا على المحك: أين الرحمة؟ أين المسؤولية؟
عيد الميلاد المجيد يُفترض أن يكون رمزاً للسلام والمحبة، لكن هذه الدماء التي سالت في الكشح تحوّلت إلى دعوة مفتوحة لإعادة التفكير في قيمنا، وفي إنسانيتنا، وفي تعاملنا مع المآسي. فلا الموت مشهد يُصوَّر، ولا الضحايا مادة للنشر والتعليق.
تعليقات
إرسال تعليق