«الإمام لا يبالي بالصهيونية ولا بمن يقف خلفها».. بهذه الكلمات عبَّر علماء في الأزهر الشريف عن دعمهم للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعد هجوم شنته السفيرة الإسرائيلية السابقة بمصر عليه.
كانت أميرة أورون، سفيرة تل أبيب بالقاهرة، شنت هجومًا حادًا على شيخ الأزهر على خلفية دعمه المتواصل لحقوق الشعب الفلسطيني. وقالت أورون، في مقابلة مع قناة «i24News» إن «الأزهر يكن عداءً لا مثيل له لإسرائيل»، واصفة إياه بأنه «في منتهى القسوة» وأن الأزهر الشريف «يعادي السامية».
وزعمت أورون، التي شغلت منصب سفير إسرائيل في مصر خلال الفترة من 23 سبتمبر 2020 حتى عام 2023، أن «عداء الأزهر الشريف وشيخه أحمد الطيب لإسرائيل يختلط بسمات معاداة السامية»، مضيفة أن شيخ الأزهر «دائمًا ما يصدر بيانات شديدة اللهجة، وفي منتهى القسوة ضد إسرائيل، وأن هذه البيانات معادية للسامية أيضا».
مواقف ثابتة ضد الظلم والعدوان
من جهته، دافع الدكتور عبدالفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عن مواقف شيخ الأزهر، وقال: «شيخ الإسلام شيخ الأزهر من واجبه الوطني كمصري ووطني غيور على دينه أن يناصر الحق ويناصر الأشقاء الفلسطينيين المستضعفين لأن مواقفه الدينية والوطنية مشرِّفة ومبعث فخر لنا جميعًا».
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية لـ«المصري اليوم»، إن «مواقف شيخ الإسلام ضد الظلم والعدوان والاستعمار لأي دولة ثابت فما بالنا بموقفه من الأشقاء الفلسطينيين، سكان بيت المقدس خاصة، وإخوانه العرب والمسلمين عامة، كيف يفرط في حقوقهم؟!».
وأضاف: «لا يبالي شيخ الأزهر بالصهيونية ولا بأي قوة ولا بمن يقف خلفها، لأنه يقول ما يمليه عليه موقفه الديني والوطني، وكل هذا يدل على وطنيته الصادقة، فلو فرط في حق فلسطين سيفرط في أي حقوق أخرى للمسلمين».
وقال د.العواري: «الصهاينة أتوا إلى الأراضي الفلسطينية بوعد بلفور الشهير بعد شتات، ولا يزالون يرتكبون المجازر في عالم أبعد ما يكون عن حقوق الإنسان والحريات، فالكيان الصهيوني المحتل هو الذي يقتل أشقاءنا الفلسطينيين ولا يفرق بين امرأة ولا طفل ولا شيخ ولا كهل ولا مسلم ولا مسيحي، وإنما تأتي الآلة العسكرية الصهيونية على الأخضر واليابس وتقتل كل مظاهر الحياة».
وشدد عضو مجمع البحوث الإسلامية على الوقوف خلف الإمام الأكبر، قائلًا: «نقف جميعاً صفًا واحدًا خلف شيخنا وشيخ الإسلام الإمام الأكبر الذي يعبر عن مواقفنا جميعاً، وهو موقف ديني ووطني مشرف يعبر عن مواقفنا جميعاً، وأحيي موقف الإمام الأكبر، وشيخ الأزهر، ونقف في خندق واحد مع إخواننا وأشقائنا الفلسطينيين الذين قدموا مئات الآلاف من الشهداء دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وفلسطين وسنظل نقدم هذا الدعم حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».
وتساءل عضو مجمع البحوث الإسلامية: «هل يوجد أي شخص مسلم أو عربي يرضى بما تصنعه الدولة الصهيونية المستعمرة وما تقوم به من عمليات إبادة ممنهجة للأطفال والنساء والشيوخ وشعب بأكمله وتدمير كل مظاهر الحياة والمستشفيات والمدارس والبيوت حتى الخيام التي لجأ إليها النازحين قامت بتدميرها في حرب مستعرة لم يشهدها التاريخ من قبل».
شيخ الأزهر يناصر الحق والهجوم عليه «بلطجة»
في سياق متصل، قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: «شيخ الأزهر ينصر الحق ويقف في صف المظلوم، ولا يناصر الباطل بل يناصر الحق ومن واجبه كشيخ للأزهر والإسلام أن يفعل ذلك فهو يفعل ما يوجبه دينه عليه»، مضيفًا «شيخ الأزهر مع الحق أينما كان حتى لو كان الحق مع الأعداء لأقره لهم».
وقال لاشين، لـ«المصري اليوم»،: «ماذا يُنتظر من هذه الدولة الصهيونية المستعمرة حينما تصدر البيانات الدولية على استحياء بإدانتها وتدوس هي عليها فإذا كانت تقف ضد قرارات المجتمع الدولي هل ينتظر منها أن يعجبها موقف شيخ الأزهر».
وأضاف لاشين: «علينا ألا نهتم ولا نكترث بمثل هذه الهجمات الصهيونية لأنها ليست عقلانية ولا موضوعية وإنما البلطجة». وقال لاشين، إن «ما تقوم به الصهيونية ممثلة فيما يسمى بإسرائيل من مهاجمة بين الحين والآخر لشيخ الإسلام والأزهر يأتي من قبيل البلطجة وفرد العضلات والاستقواء بالغرب». داعيًا الله أن يثبت شيخ الأزهر على مواقفه المشرفة في صالح الحق، وأن ينصر الحق به وأن ينصر أشقائنا الفلسطينيين وأن تقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
كيف يؤثر هجوم السفيرة الإسرائيلية على العلاقات المصرية الإسرائيلية؟
كيف يدعم الأزهر حقوق الشعب الفلسطيني؟
ما هي أسباب هجوم السفيرة الإسرائيلية على شيخ الأزهر؟
كيف يؤثر هجوم السفيرة الإسرائيلية على الرأي العام المصري؟
تعليقات
إرسال تعليق