أثارت حادثة تخريب طاولات وكراسي ثانوية، الكثير من التساؤلات بخصوص تطور العنف المدرسي وسط التلاميذ، بعد ما باتوا يلجأون لتوثيق سلوكياتهم التخريبية ونشرها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنهم يفتخرون بأفعالهم.
حادثة التخريب الذي تعرضت له ثانوية حميتو الحاج بولاية وهران نهاية الأسبوع المنصرم، بعد ما صوّر التلاميذ عبر هواتفهم الذكية زملاءهم يرمون الطاولات والكراسي من الطابق الثاني للمدرسة إلى الساحة، وهم يضحكون ويقهقهون، مرددين عبارات تشجيعية للمخربين، حيث أثار السلوك استغراب الجميع، من درجة الجرأة التي وصل إليها بعض التلاميذ.
وفي الموضوع، أكّد رئيس مجلس ثانويات الجزائر، زبير روينة في تصريح لـ”الشروق”، بأن الفيديوهات المنتشرة والتي توثق حادثة تخريب لحرم تعليمي “أثارت استغرابنا، لأن الفاعلين قاموا بتوثيق العملية بالصوت والصورة وعن طريق التشجيع”.
ويذكر روينة، بأن العنف المدرسي موجود، ولكنه لم يكن يحدث علانية، موضحا مثلا “أحيانا يدخل الأستاذ إلى القسم فيجد السبورة مكسورة أو مخربة، وعندما يسأل عن الفاعل، جميع التلاميذ يسكتون ويطئطئون رؤوسهم”، أما ما شهدته ثانوية حميتو الحاج بوهران، فالتلاميذ قاموا بتحريض بعضهم على رمي الطاولات من أعلى، غير آبهين بسقوط كرسي على رأس تلميذ أو تلميذة أو أستاذ، وكانوا يصورون فعلتهم بالهواتف الذكية لنشرها على نطاق واسع، “وكأنهم يفتخرون بفعلتهم، ويحرضون غيرهم على فعل السلوك نفسه لتتحول إلى ترند على السوشل ميديا لجلب المشاهدات”.
ودعا رئيس نقابة “كلا”، الجهات التربوية المختصة إلى محاصرة هذه الظاهرة “المؤسفة” في مهدها حتى لا تستفحل وتأخذ أبعادا أكثر خطورة في الحرم المدرسي.
وقال “بعض تصرفات التلاميذ غير مقبول ارتكابها في فضاء تربوي، والأشنع هو توثيقها صوتا وصورة وكأنهم أبطال”.
وحمّل محدثنا أسباب العنف، لما اعتبره “إدمان التلاميذ على مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي، وما يحمله من مظاهر سلبية ومنها البحث عن الترندات والمشاهدات ولو بارتكاب أبشع السلوكيات”.
تعليقات
إرسال تعليق