رغم التصريحات المتفائلة لوزير التعليم العالي حول تطور المستشفيات الجامعية، تعكس أرض الواقع صورة قاتمة من الإهمال والمعاناة الإنسانية. المرضى يتكدسون في غرف الاستقبال، يواجهون نقصاً في الأسرّة والأدوية والرعاية الطبية، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية خطط تطوير القطاع الصحي التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
مستشفى الدمرداش.. عنوان الإهمال
تعد مستشفى الدمرداش الجامعي نموذجاً صارخاً لتدهور أوضاع المستشفيات الجامعية وتفتقر المستشفى إلى الحد الأدنى من التجهيزات، حيث ينتظر المرضى ساعات طويلة دون أمل في تلقي العلاج. في إحدى الحالات، تُرك مريض يعاني من ألم شديد في الاستقبال بحجة عدم توفر أسرّة في قسم الرعاية، وكأن الانتظار على عتبة الموت هو الحل الوحيد.
في مستشفى القصر العيني، يرقد الطفل خالد عرفة جابر، البالغ من العمر 14 عاماً، في حالة حرجة إثر إصابته بجلطة ونزيف في المخ. رغم حاجته الماسة إلى العناية المركزة، ينتظر خالد دوره وسط طوابير طويلة من المرضى الذين يواجهون المصير ذاته. قوائم الانتظار تزداد طولاً، بينما تبقى الحلول غائبة.
سوء معاملة وتجاهل مستمر
"موتوا يرحمكم الله".. الإهمال يفتك بالمرضى في مستشفيات التعليم العالي 1
تتصاعد شكاوى المواطنين من سوء معاملة أفراد الأمن الإداري بالمستشفيات، الذين يتعاملون مع أهالي المرضى بعنف وإهمال. أجواء الفوضى والبلطجة تخيم على المستشفيات، في مشهد يعيد للأذهان عصوراً من التدهور المؤسسي. وعلى الرغم من تقديم آلاف الشكاوى، تظل استجابة إدارات المستشفيات ضعيفة، وسط تجاهل واضح لمعاناة المرضى.
وعود جوفاء
حاول العديد من المواطنين التواصل مع الدكتور عمر شريف عمر، الأمين العام للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، لنقل شكاواهم. لكن الردود جاءت تقليدية ومخيبة للآمال: “اكتب طلباً وسأرفعه إلى مدير المستشفى”. هذه الردود تعكس عدم الجدية في معالجة المشاكل المتفاقمة، مما يزيد من إحباط المرضى وأسرهم.
صرخة استغاثة
في ظل هذا المشهد القاتم، يزداد شعور المرضى وأهاليهم باليأس والإهمال تتحول العبارة المأساوية “موتوا يرحمكم الله” إلى تعبير عن واقع يُجبر فيه المرضى على مواجهة الموت البطيء بدلاً من تلقي الرعاية الطبية اللازمة.
يتطلب الأمر تحركاً عاجلاً وجاداً من الجهات المسؤولة لإعادة بناء الثقة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في منظومة المستشفيات الجامعية التي باتت عاجزة عن تلبية أبسط حقوق الإنسان في الحصول على العلاج.
مستشفي جامعة أسيوط
مستشفى جامعة أسيوط – CMB
أثار إهمال واضحة داخل مستشفى أسيوط الجامعي وفي الخدمات الصحية مما آثار غضب العديد من المواطنين، حيث شهدت الأيام الأخيرة شكاوى متعددة من المرضى وذويهم حول تدني مستوى الرعاية الصحية والنقص في المستلزمات الطبية.
وتحدث عدد من المرضى عن عدم توفر الأدوية الأساسية، بالإضافة إلى تأخر تقديم الخدمات الطبية. كما أشار البعض إلى عدم كفاية الكوادر الطبية، مما أدى إلى ازدحام شديد في أقسام الطوارئ.
من جانبه، قام عدد من النشطاء المحليين بتوجيه نداءات للجهات المعنية لسرعة التدخل وتحسين الوضع داخل المستشفى، مؤكدين أن الإهمال قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية للمرضى.
تعليقات
إرسال تعليق