القائمة الرئيسية

الصفحات

اضطرابات جوية واسعة النطاق (أمطار رعدية وتساقط للبَرَد) تشمل دولاً عدة من إقليم البحر الأبيض المتوسط

 

قال المختصون الجويون في مركز طقس العرب إن آخر المخرجات الواردة من النماذج الحاسوبية العالمية والمختصة بحركة الأنظمة الجوية وأماكن هطول الأمطار، تشير إلى تأثر مناطق واسعة من إقليم البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا باضطرابات جوية تتسم بالزخم والشدة خلال الأيام والأسابيع القادمة، وتتمثل على شكل اضطرابات جوية تجلب أمطاراً عالية الغزارة يصحبها عواصف البَرَد التي تُصاحب العواصف الرعدية القوية المتوقعة.

أوروبا: منخفضات جوية علوية تعبر أجواء القارة وتتسبب بظروف جوية غير مستقرة

ويُتوقع بمشيئة الله أن تتأثر قارة أوروبا بجزء من الاضطرابات الجوية الإقليمية بأحوال جوية غير مستقرة، وذلك نتيجة عبور أحواض علوية باردة تتصادف مع احترار سطح مياه البحر الأبيض المتوسط ودفء طبقات الجو المنخفضة، وبذلك تنشأ أحوال جوية غير مستقرة على دول واسعة من جنوب القارة الأوروبية، وتشمل إسبانيا وفرنسا ودول البلقان عامةً، ولا سيما إيطاليا واليونان، حيث تتشكل سحب رعدية ثقيلة وذات نمو رأسي شاهق في الغلاف الجوي، يصاحبها هطول أمطار غزيرة إلى شديدة الغزارة مصحوبة بالعواصف الرعدية وتساقط البَرَد بأحجام كبيرة إلى ضخمة، مما يتسبب بحدوث أضرار في الممتلكات، إضافة إلى تشكل السيول وارتفاع منسوب المياه.


المغرب العربي: اشتداد واتساع الاضطرابات الجوية لتشمل مناطق واسعة خاصة الجزائر

وفي السياق، قال المتنبئون الجويون في مركز طقس العرب إن دول المغرب العربي عامةً، وتحديداً الجزائر، على موعد مع اشتداد الاضطرابات الجوية خلال الأيام القادمة تزامناً مع عبور الموجات العلوية الباردة جنوب القارة الأوروبية، وبذلك تنشط السحب الرعدية الحملية على المغرب والجزائر وتونس وليبيا. تكون السحب قوية بإذن الله، وتُرفق بالرياح الهابطة والأمطار الغزيرة وعواصف البَرَد ذات الحجم الكبير أحياناً، وتجري بذلك الأودية والشعاب، وتتشكل السيول ويرتفع منسوب المياه بمناطق عدة.

إفريقيا: موجات مدارية متتابعة والمزيد من الأمطار الموسمية

ويستمر تشكل السحب الحملية السميكة على دول واسعة من إفريقيا، ويصاحبها هطول شديد الغزارة للأمطار، مما يزيد من الظروف الجوية المناخية الصعبة التي تشهدها العديد من الدول في قارة إفريقيا. وتزداد بذلك مخاطر حدوث الفيضانات، خاصة مع طبيعة التربة الصحراوية التي لا تمتص مياه الأمطار بسهولة وتشبعها بالمياه منذ الموجة المدارية السابقة.


هذا وتستقبل القارة الإفريقية كميات أمطار ضخمة خلال الأسابيع القادمة، تنحرف عن معدلاتها بنحو 300-500%، وتتجاوز الـ500% في بعض المناطق. كما تشهد الصحراء الكبرى الإفريقية، وهي أكثر مناطق العالم جفافاً، هطول أمطار غزيرة، حيث تنشط الاضطرابات الجوية يومياً، خاصة مع ساعات العصر، وتشتد مساءً بشكل تدريجي. تتكون سحب ركامية رعدية سميكة، وتكون الأمطار غزيرة أحياناً مرفقة بحبات البَرَد والرياح القوية المفاجئة. يُتوقع أن تستقبل الصحراء الإفريقية كميات كبيرة من الأمطار في الفترة القادمة بالمقارنة مع المعدل السنوي للأمطار في تلك المناطق.

دور احترار البحر الأبيض المتوسط في اشتداد الاضطرابات الجوية

وأشار المتنبئون في مركز طقس العرب إلى أن القراءات الواردة من النمذجة الحاسوبية المتطورة، والتي تُبين درجة حرارة المسطحات المائية، تشير إلى أن البحر الأبيض المتوسط، كغيره من المسطحات المائية، يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في درجة حرارة سطح المياه، حيث تصل درجة حرارة بعض الأجزاء، وبخاصة في وسطه، إلى 31 درجة مئوية، وهي درجة حرارة حارة نسبياً وغير معتادة بالنسبة للبحر المتوسط، حتى إنها كسرت الرقم المسجل في عام 2023 للشهر ذاته، والذي بلغت فيه درجة حرارة المياه حوالي 30 درجة مئوية (التفاصيل).


وقد قال المختصون الجويون في مركز طقس العرب إن ارتفاع حرارة البحر الأبيض المتوسط يؤدي إلى زيادة عمليات التبخر، مما يزيد من رطوبة الهواء فوق البحر. وهذا الهواء الرطب يمكن أن يتسبب في تكوين سحب كثيفة وعواصف رعدية خلال فصل الخريف أثناء عبور الأحواض العلوية الباردة. كما أن الفروقات الكبيرة في درجات الحرارة بين البحر واليابسة المجاورة يمكن أن تعزز التيارات الهوائية الصاعدة والهابطة، مما يزيد من عدم الاستقرار الجوي خلال فصل الخريف.


تعليقات

التنقل السريع