القائمة الرئيسية

الصفحات

بالصدفة .. العثور على رفات جندى مصرى استشهد خلتل حرب ١٩٦٧ م



 اللي في الصورة دي الجنازة العسكرية للجندي المصري "فوزي محمد عبد المولى ابو الشوك" بس الحقيقة مع ان جنازته كانت النهاردة لكن هو استشهد من ٥٧ سنة!!


فوزي من مواليد ١٨ يناير ١٩٤٥م، كان شاب اسكندراني بسيط من الدخيلة، وهوا في سن التجنيد خدم في حرب اليمن فترة، وبعدين نزل اجازة ٢٨ يوم عشان يتجوز، ورجع تاني عشان يخدم في سيناء سنة ١٩٦٧م، لكن للاسف يوم ٥ يونيو حصلت النكسة، ومعاه الانسحاب العشوائي لجنودنا في سيناء، وللاسف فوزي كان واحد من المفقودين اللي مرجعوش على بيوتهم ومحدش كان عارف مصيره ايه هوا ومئات من زمايله.


العيلة بعد فترة من الانتظار بتحتسبه شهيد، يمكن الام استنت كتير ييجي يخبط عالباب، العروسة يمكن كانت كل يوم تبص من الشباك مستنية عريسها ييجي من ضمن اللي عبروا الصحراء ونجوا، الاخ اللي كان وقتها عنده ٢٠ سنة مستني اخوه الكبير ييجي يشيل الحمل معاه في اي لحظة، لكن الانتظار طال، ومجاش، واحتسبته الاسرة شهيد.


تعدي السنين، شريط سريع على مدار ٥٧ سنة، انظمة تتغير، قرارت ان اتنحى تماما، لا تتنحى، وفاة جمال عبد الناصر، السادات، العبور، خرطوم المية، حرب وسلام، منصة، مبارك، تنحي، سنين بتعدي، لحد شهر يوليو اللي فات ٢٠٢٤م


فريق مؤسسة سيناء لحقوق الانسان بيكتشفوا رفات جندي مدفونة في رمال منطقة الحسنة في وسط سيناء، ولاجل الحظ الحلو الجندي كان معاه كل متعلقاته، بطاقته الشخصية والعسكرية، متعلقاته الشخصية، مجموعة من الصور لزمايله وعيلته واخوه كان شايلها في جيبه، كل حاجة حفظتها الرمال.


تقوم المؤسسة تنشر صورته والصور اللي كانت معاه في بوست، ولاجل الحظ ابن اخوه بيشبه عالاسم ويتعرف على صوره ابوه بين الصور اللي كانت في جيبه، ويجري على ابوه يابا هوا احنا كان لينا عم؟ الله يرحمه عمك فوزي، طيب على فكرة لاقوه

الاخ اللي كان ٢٠ سنة وقتها، اللي كبر وبقا الحاج عبد المولى محمد عبد المولى وعنده تقريبا ٧٧ سنة، بيشوف صورته، الامل بيرجعله تاني، اكيد منسيش اخوه، التاريخ نفسه منسيش اخوه، لسة فيه امل انه يتدفن دفن لائق في مقابر العيلة، وعليه بيقرر انه يتواصل مع الجهات المعنية عشان يتأكد من صحة الخبر ويمشي في الاجرائات

الجهات بتبعت للاخ ان اخوهم في مستشفى السويس العسكري، بيعملوا تحليل DNA لاثبات ان الرفات خاصة بالاخ المذكور، وبتطلع النتيجة ايجابية، والنهاردة بالذات تم تسليمه لاسرته في جنازة عسكرية تكريم اخير ليه ولاسرته، اللي النهاردة بس يقدروا يناموا مستريحين وهما عارفين مصير الاخ

فوزي محمد عبد المولى شاهد ملموس بيفكرنا مين العدو الحقيقي، مين اللي غدر، ومين اللي لحد النهاردة لينا عندهم ثأر متاخدش، الارض اللي لقوا فيها الجندي دي مليانة رفات لجنود كتير في عداد المفقودين، وراهم الاف العائلات اللي متعرفش مصير اولادها، الجندي نفسه كان معاه صور لزمايله اللي محدش عارف مصيرهم ايه، ولك ان تتخيل الصعاب اللي مر بيها وهو بيمشي في قلب الصحراء في شهر يونيو لحد ما خارت قواه وسلم روحه الى بارئها .


كأنه طالع من قلب سيناء مخصوص وفي الوقت ده بالذات برسالة عشان يفكرنا هوا ضحى بروحه عشان ايه، ومين هو العدو التاريخي، اللي لا يمكن هننسى او نسامح.


الوفاة : يونيو ١٩٦٧

الجنازة : سبتمبر ٢٠٢٤

#منقول

تعليقات

التنقل السريع