القائمة الرئيسية

الصفحات

"ضرب الزوجة شرع إسلامي، ومذكور في القرآن، ولا يمكن أن ننكره، وإلا نكون أنكرنا القرآن، وأضعنا الدين كله"، مصحوبًا بتعليقات مثل:

 

 انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، تصريح منسوب إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب، على تصميم ولوجو موقع القاهرة 24، يقول فيه: "ضرب الزوجة شرع إسلامي، ومذكور في القرآن، ولا يمكن أن ننكره، وإلا نكون أنكرنا القرآن، وأضعنا الدين كله"، مصحوبًا بتعليقات مثل: "سوف يأتي يوم توضع على باب الأزهر خشبة مكتوب عليها هنا كان يُدرس الجهل والإرهاب والتخلف وعدم الإنسانية والتعصب"، و"أنت لو ما ضربت مراتك تبقى أضعت الدين كله وتروح النار".

✅ الحقائق:

✅ التصريح مفبرك، إذ أن البحث العكسي يُظهر أن شيخ الأزهر لم يدل بمثل هذا التصريح، ولم ينقله عنه موقع القاهرة 24 سواء على موقعه الإلكتروني أو حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، كما لم تنقله عنه أي وسيلة إعلامية ذات مصداقية.

📌 كما أنه بالتدقيق في نص التصريح المنسوب إلى شيخ الأزهر، يتبين أنه مليء بالأخطاء الإملائية، مما يدعم فرضية أنه مفبرك.

📌 وفي حلقة من برنامجه "الإمام الطيب" على قناة DMC، في أبريل 2023، اتخذت عنوان "ضرب الزوجة"، نفى شيخ الأزهر أحمد الطيب إباحة الإسلام ضرب الزوج لزوجته. [1]

📌 وأشار الطيب إلى أن الحكم الشرعي العام في جريمة الضرب هو حرمة الضرب حين يكون بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان، قائلًا "وحسبي هنا الآن أن أقرر بداية أن ضرب الناس بغير حق أو مبرر شرعي كاف يستدعيه ويتطلبه حرام وممنوع ويجب فيه القصاص إلا إذا عفا المجني عليه طوعًا واختيارًا".

-وأوضح الطيب، إن قوله تعالى "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا"، لا يصلح للاحتجاج به على أن القرآن يؤصل لضرب المرأة، وأن الاحتجاج بها في هذا المقام جهل عريض بلغة القرآن، ودلالات ألفاظها، ومثل المستدل بها على هذه الدعوى الخبيثة مثل من يستدل بحكم الاستثناء والضرورة على حكم القاعدة الثابتة المستقرة.

📌 وشرح الطيب أن أول ما يجب أن نتوقف عنده في تفسير هذه الآية الكريمة هو أنها -حين تفسر على ضوء آيات أخرى ترتبط بها- فإنها لا تقرر حكمًا عامًّا للرجال يبيح لهم ضرب النساء، ولا تعطي حقًّا مطلقًا للأزواج في ضرب زوجاتهم، يستعملونه وقت ما يريدون، ويتركونه وقت ما يريدون، أو يقترفونه كلما شعروا بحنق أو غيظ أو غضب في حوار مع زوجاتهم أو نقاش أو جدال، أو أي سبب آخر من الأسباب غير سبب "النشوز".

📌 وأكد الطيب أن هناك حالتَين مختلفتَين أشد الاختلاف؛ الأولى حالة إباحة ضرب الزوج زوجته إباحة مفتوحة، في كل الأحوال والظروف، وكيفما كانت الأسباب والدواعي، وهذه الحالة التي نهى عنها القرآن نهيًا صريحًا في قوله: "ولا تضاروهن"، وقوله: "وعاشروهن بالمعروف"، حالة محرمة على الزوج تحريمًا باتًّا.

📌 والثانية حالة إباحة ضرب الزوجة اضطرارًا في حالة معينة وبشروط تكاد تفرغ الضرب من أي شبهة للإيذاء، ومن باب ارتكاب ضرر أخف لمنع ضرر أكبر يهدم الأسرة على رؤوس الجميع.

📌 وفي مايو 2019، قال الطيب، خلال حلقة من برنامجه الرمضاني على التليفزيون المصري، إن الدواء الأخير الذي وصفه القرآن الكريم لعلاج نشوز الزوجة في قوله تعالى "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا"، هو الضرب الرمزي المقصود منه الإصلاح، وليس الإيلام أو الإيذاء والضرر، لافتًا إلى أنه لا يمكن أن يكون القرآن أمر بهذا النوع من الضرب؛ لأن القرآن حينما أمرنا بمثل هذا الضرب الرمزي أمرنا بهدف إصلاح وإنقاذ الأسرة. [2]

📌 وأضاف الطيب أن ضرب الزوج زوجته له نظام وحدود، فمن شروطه ألا يكسر لها عظمًا، وألا يؤذي لها عضوًا، فإذا ضرب وتجاوز مسألة الأذى فهذا حرام، ويعاقب عليه، كما لايجوز له أن يضرب باليد، ولا يضرب على الوجه ولا يخدش شيئًا ولا يترك أثرًا نفسيًا على الزوجة، ومن هنا نرى أن المراد بالضرب هو الضرب الرمزي بالمسواك مثلاً أو فرشة الأسنان في هذا الزمن.

📌 واختتم الطيب حديثه بأن أمر الضرب ورد في كلمة واحدة في القرآن الكريم "واضربوهن" في مقابل منظومة ضخمة من النصوص القرآنية الصريحة التي تحافظ على المرأة وعلى كرامتها وتأمر الرجل أن يحسن معاملته وعشرته مثل قول الله تعالى "وعاشروهن بالمعروف" وقوله "فأمسكوهن بمعروف" و "ولا تضاروهن" وقوله أيضًا "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهو شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا"، لافتًا إلى أن كلمة الضرب إذا وضعت إلى جوار هذه المنظومة تبين أن هذه الكلمة ليست مقصودة لذاتها كعلاج إلا في أندر الحالات، وهي الحالات التي يكون فيها الزوج مضطرًا، إما أن يستخدم هذا النوع من العلاج، وإلا تذهب الأسرة بكاملها إلى مستقبل غير مرغوب.


تعليقات

التنقل السريع