على طريقة "غازي القصيبي" وقبله "مالك بن الريب" رثى الشاعر الراحل الأمير بدر بن عبدالمحسن نفسه في قصيدة حزينة، اتخذ نفس طريقة سابقيه في استحضار الموت أثناء الحياة، ورغم أن كلمات الرحيل كثيرة في قصائد البدر، مثل "المسافر راح، ذبلت أنوار الشوارع، وانطفى ضي المدينة".
فلا شيء في قصائد "البدر" يوحي إلا بالرحيل والحزن، حتي في أشد حالات فرحه، فكأنما الغياب حالة حتمية سيصل إليها الشاعر، فنزعة الرحيل حتى في حالات الحب لدى "البدر" واضحة عند العتاب والسفر والصد وعدم الالتفات، كلها تشير للرحيل.
وما بين غازي القصيبي ومالك بن الريب، تشابهات كثيرة، حيث يقول بن الريب:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة .. بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا
بينما يقول القصيبي: أما مللت ارتحالاً أيها الساري
البدر والقصيبي
ويتشابه البدر والقصيبي في مخاطبة عمر السبعين عاماً:
ماذا تريد من السبعين يا رجل .. لا أنت أنت ولا أيامك الأول
بينما يقول البدر:
كن السنين استكثرت طول عرسي .. سبعين غيري ما حصله بعضها
ورغم أن القصيبي كانت وفاته في عامه السبعين، والشاعر البدر وفاته في الخامسة والسبعين، حيث إن المفارقة في رثاء النفس قبل الوفاة بخمس سنوات لكل منهما.
حيث يقول القصيبي:
خمس وستون في أجفان إعصار .. أما سئمت ارتحالا أيها الساري
وتشابه القصيبي ومالك بن الريب في مخاطبة ابنتيهما في رثاء النفس، نظراً لقربها من شخصية كل منهما ولقربها الشخصي منه، ودائماً البنت هي الأضعف في وفاة والدها.
بينما انفرد البدر في مخاطبة شقيقه سعود في قرب شخصي أيضاً، استحضره الشاعر في رثاء النفس:
كن السنين استكثرت طول عرسي .. سبعين غيري ما حصله بعضها
ولا بدها يا سعود بتغيب شمسي .. ذي سنة رب الخلايق فرضها.
تعليقات
إرسال تعليق