تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية مع خبر اعتماد السنغال العربية كلغة رسمية بدلاً من اللغة الفرنسية، في قرار جريء من الرئيس السنغالي المنتخب حديثاً، باسيرو ديوماي فاي، الذي أعلن في خطاب تنصيبه عن إحداث تغييرات كبيرة في البلاد، لكن ليس من بينها تغيير اللغة الرسمية للبلاد.
الخبر نشرته الإثنين 29 أبريل/نيسان 2024، مواقع عربية رسمية وأخرى إخبارية تعتبر “موثوقة”، من بينها موقع “الميادين”، ووكالة أنباء شبه الرسمية في موريتانيا، إضافة إلى الإذاعة الوطنية التونسية، وموقع راديو “موزاييك”، وموقع مجمع اللغة العربية أيضاً.
وفق الخبر الذي نشرته تلك المؤسسات الإعلامية، فإن الحكومة السنغالية أعلنت التخلي عن اللغة الفرنسية كلغة رسمية، واستبدالها باللغة العربية معتمداً رسمياً للجمهورية، وأضافت أن قرار اعتماد السنغال العربية، جاء بعد اجتماع لمجلس الوزراء عُقد الأحد 28 أبريل/نيسان.
حسب ما نشرته تلك المواقع دائماً والتي نقلت نفس القصاصة الإخبارية، فإن هذا القرار يأتي كخطوة غير مسبوقة في ظل التحولات السياسية التي تشهدها السنغال، بعد فوز المعارض الشاب، باسيرو فاي، بالانتخابات الرئاسية قبل أسابيع وتوليه منصب “رئيس السنغال”.
لكن بعد التحقق من المعلومة التي انتشرت بشكل واسع وتفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تأكد لموقع “عربي بوست” أن خبر اعتماد السنغال العربية كلغة رسمية، غير صحيح، كيف ذلك؟
حقيقة اعتماد السنغال العربية كلغة رسمية
في الخبر الذي نشرته المواقع العربية قالت إن قرار اعتماد السنغال العربية كلغة رسمية، اتخذ خلال اجتماع للحكومة الأحد 28 أبريل/نيسان 2024، لكن بالعودة إلى الموقع الرسمي للحكومة السنغالية، فإن آخر اجتماع للحكومة عُقد يوم الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2024.
بعد الاطلاع على مضامين الاجتماع تبين أنه خصص لدراسة أزمة ارتفاع الأسعار في السنغال وأزمة التشغيل وغيرها من الملفات الاقتصادية، كما تطرق لعلاقات داكار مع شركائها في المنطقة، دون أن يأتي على ذكر أي شيء متعلق باللغة الرسمية للبلاد.
كما اطلعنا على تفاصيل الاجتماع الحكومي الذي عُقد قبل ذلك في 17 أبريل/نيسان 2024، والذي لم يتطرق بدوره إلى موضوع اللغة الرسمية لدولة السنغال التي تعتمد اللغة الفرنسية كلغة رسمية وفق ما هو مكتوب في دستور الدولة.
أيضاً بعد البحث لم نجد أي خبر يتعلق بتغيير اللغة الرسمية لدولة السنغال على الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السنغالية الرسمية “APS”، إذ لا يمكن أن تتجاهل الوكالة خبراً مصيرياً مثل تغيير لغة البلد الرسمية.
لكن رغم أن خبر اعتماد السنغال العربية العربية لغة رسمية يبقى غير صحيح، فإنه لا يخفي انتشار “لغة الضاد” في السنغال حيث تتمتع العربية بالفعل بمكانة خاصة، لكونها لغة وطنية، إلى جانب 21 لغة أخرى موجودة أيضاً في البلاد.
كما أن اللغة العربية تُدرّس أيضاً في المدارس الثانوية السنغالية، بعد قرار صريح من أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال، الراحل ليوبولد سيدار سنغور (1906-2001)، الذي أدخل اللغة العربية في المدارس الثانوية منذ بداية العام الدراسي 1976 -1977.
كما أن العربية تعتبر لغة كلاسيكية، مثل اللاتينية، وتتمتع بمكانة كونها لغة الإسلام، وهو الدين الذي يعتنقه ما يقرب من 95٪ من الشعب السنغالي.
التخلي عن اللغة الفرنسية
خبر تخلي السنغال عن الفرنسية كلغة رسمية يأتي في ظل “عداء” متنامٍ في المستعمرات السابقة لكل ما هو فرنسي، بما في ذلك “لغة موليير”، بعد أن تراجع نفوذها في دول مثل الدول العربية في شمال أفريقيا، وصولاً إلى دول أخرى قررت التخلي عنها.
إذ أعلنت حكومة بوركينا فاسو في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، تقديمها مقترحاً لتعديل الدستور ينص على التخلي عن اعتماد اللغة الفرنسية كلغة رسمية للبلاد.
وجاء ذلك بعد أن صادقت الحكومة البوركينابية على مشروع قانون مراجعة دستور البلاد، والذي يقرّ اعتماد اللغات الوطنية في بوركينا فاسو كلغة رسمية بدلاً من اللغة الفرنسية التي سيتم تغيير تعريفها من لغة رسمية إلى “لغة عمل”.
تعليقات
إرسال تعليق