يرتبط شهر رمضان المبارك بالقرآن الكريم، فهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن على قلب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
لذا يُقبِل المسلمون في هذا الشهر المبارك على تلاوة القرآن الكريم ابتغاء للأجر والثواب من الله عزوجل.
وتلاوة القرآن الكريم في رمضان وفي غيره على أنواع ثلاثة :
النوع الأول: تلاوة الثواب والختم.
النوع الثاني: قراءة التدبر والتأمل.
النوع الثالث : تلاوة الحفظ والمراجعة.
أما تلاوة الثواب والختم فهي التي تكون بشيء من الإسراع ، حيث تكون غاية القارئ منها تحصيل أكبر قدر يتمكّن من تلاوته ، وتكرار الختم قدر الإمكان؛ وذلك بهدف تحصيل الأجر الأكبر بقراءة كلّ حرف من كتاب الله؛ لمضاعفة الأجر، كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ الم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ ، ولامٌ حرف)، وهذه القراءة هي أكثر أنواع القراءة شموليّة، ويتّبعها العوامّ من المسلمين، ويُشار إلى أنّ الصحابة كانوا يقرأون القرآن على هذه الطريقة، وعلى غيره.
وهناك قراءة التدبُّر والتأمُّل: وتهدف هذه القراءة إلى التفكُّر في كلام الله -تعالى-، وفي كلّ ما جاء به القرآن من المأمورات، والمَنهيّات، والإرشادات، وهي من أفضل أنواع القراءات، علمًا أنّها واردة في نحو قوله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، ويُشار إلى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان قد قام في ليلة، وقرأ فيها سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، مُتدبّرًا إيّاها، ومُستعيذًا ممّا جاء فيها من آيات التخويف، وسائلًا الله الرحمة فيما جاء من آيات الترغيب، وقد سار على هذا النهج في القراءة المُفسِّرون منذ زمن الصحابة إلى الزمن الحاليّ؛ لأنّ عمل المُفسّر الأساسيّ هو تدبُّر كلام الله -تعالى-، والتأمُّل فيه؛ فالتدبُّر يُعدّ الركيزة الأساسية لعلم التفسير، ويندرج تحت هذا النوع من القراءة ما يكون لأجل الغايات البحثية والأكاديمية، وهو على مراتب تختلف باختلاف الهدف من القراءة، واختلاف المستوى العلميّ للقارئ.
وهناك قراءة الحفظ والمراجعة: ويتمّ اتّباعها من قِبل الذين يحفظون القرآن غيبًا؛ وغايتهم فيها إلى جانب الأجر، تثبيت القرآن في صدروهم؛ من خلال تكرار الحفظ، وترديد الآيات، وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق حُفّاظ القرآن الكريم، وهذا النوع يفيد كتّاب المصاحف من تمكين الكتابة بمراجعة الحفّاظ، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلها ).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الكريم، التالين ، الحافظين ، المتدبرين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
# عصمت رضوان #
تعليقات
إرسال تعليق