تواجه الصين صدمة في تجارة جلود الحمير، التي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة للطب التقليدي وتستخدم في إنتاج ما يعرف في الصين بـ"الدواء الخارق"أو "إيجياو"، بعد اتجاه الاتحاد الإفريقي والبرازيل إلى إصدار قرار بحظر ذبح الحمير وتصديرها، وهو أمر قد يلقي بمزيد من الضوء على مصير الحمار في المغرب.
صحيفة "South China Morning Post" الصينية، ذكرت "أن شهية الصين التي لا تشبع من إنتاج "الإيجياو" المصنوع من كولاجين الحمير، الذي يتطلب توريد أكثر من 5 ملايين حمار كل عام، قد تتعرض لصدمة في وقت تعد هذه الحيوانات موردًا حيويًا للأشخاص المهمشين في إفريقيا، ما دعا الاتحاد الإفريقي والبرازيل إلى اعتزام اتخاذ قرار بحظر ذبحها والاتجار فيها".
5 ملايين حمار سنويا
موقع قناة "وي أون" الإخبارية الهندية، توضح في تقرير لها أن "الاتحاد الإفريقي، الذي يضم 55 دولة عضوًا يدعو إلى فرض حظر لمدة 15 عامًا على ذبح الحمير وتصدير جلودها، وفي البرازيل التي تمتلك سوقًا مهمة لجلود الحمير، من المقرر أن تتم مراجعة مشروع قانون حظر ذبح الحمير والخيول، الذي تمت الموافقة عليه أخيرًا في اللجان الزراعية والبيئية، من قِبل لجنة الدستور والعدل البرلمانية، ما يؤثر بشكل كبير على سلسلة توريد جلود الحمير إلى الصين وتعطيل هذه السوق.
شهية الصين النهمة للحمير، التي تجلت في ارتفاع سوق تجارة جلودها ارتفعت من 19.6 مليار يوان في عام 2013 إلى 53.5 مليار يوان في عام 2020، ما أصبح يشكل مخاطر كبيرة على أعداد الحمير في العالم، فمع وجود نحو ثلثي الحمير في العالم في إفريقيا، فإن تأثير هذه الصناعة يمتد إلى ما هو أبعد من الصين، ويزيد من تفاقم المشكلة بطء وتيرة تكاثر الحمير، ما يؤدي إلى مخاوف بشأن توفرها كحيوانات عاملة تقليدية للمجتمعات المهمشة، وفق موقع "وي أون" الإخباري.
وذكر تقرير نشرته منظمة "Donkey Sanctuary" عام 2019، واقعًا مروعًا، كشفت فيه كيف يتم نقل الحمير في رحلات طويلة دون الحصول على طعام أو ماء، مشيرة إلى أن العديد من الحمير سُرقت من المجتمعات التي تعتمد على الحيوانات في كسب عيشها، ويموت بعضها في الطريق، موضحة أن "الزيادة في الطلب الصيني لا تهدد سلسلة التوريد فحسب، بل إنها تغذي أيضًا التجارة غير المشروعة للجلود المستوردة، التي تسهم الحيوانات المسروقة في جزء كبير منها".
الموقف الإفريقي والبرازيلي
الموقف الإفريقي والبرازيلي من حظر تصدير جلود الحمير إلى الصين يلقي الضوء على المغرب التي تقول دراسة نشرتها صحيفة “الإندبندنت” البريطانية سنة 2022، إن "عدد الحمير في المغرب هو مليون رأس"، وهذا العدد الكبير يسيل لعاب الصين، التي تسعى في الأصل إلى "شراء كل حمير كوكب الأرض"، وعند البحث عن أعداد الحمير بالمغرب تغيب بشكل تام أي معطيات رسمية.
وتغيب أي قيود تذكر بالمغرب على تصدير الحمير إلى الخارج، الأمر الذي أطلق دعوات لحماية هذا الموروث الحيواني، نظرًا لأهميته البالغة في مجال الفلاحة والزراعة، وحمل البضائع في المناطق النائية.
وتعد القارة الإفريقية إلى جانب البرازيل واحدة من الأسواق المفضلة لدى الصين من أجل استيراد الحمير واستخدام جلودها من أجل إنتاج "إيجياو"، الذي يُسْتهلك في الغالب من قِبل فئة الأغنياء الراغبين في الاستمرار في الحياة لمدة أطول.
ووفق موقع قناة "وي أون" الإخبارية الهندية فقد ذكرت التقارير أن كل جزء من جسم الحمار تقريبًا، بما في ذلك اللحوم والجلود والحليب، له طلب في السوق وله قيمة اقتصادية، حيث يتم طلب اللحوم عادةً في طعام الشوارع الصيني، وفي بعض الأحيان يتم استخدام اللحوم دون علم العملاء، كما تُستخدم في الأدوية الصينية التقليدية لإثراء الدم أو تغذيته، وتعزيز جهاز المناعة، وإبطاء الشيخوخة.
تعليقات
إرسال تعليق