أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الرغبة في إعادة السيطرة على محور فيلادلفيا، انتقادات من الجانب الفلسطيني، وتساؤلات بشأن موقف القاهرة إزاء مساعي تل أبيب والتي عبرت عنها أكثر من مرة.
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، ورد ذكر محور فيلادلفيا في خضم الحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة، بهدف معلن هو القضاء على حركة حماس، وإحكام السيطرة على شبكة أنفاقها.
وفي الوقت الذي انتقدت منظمة التحرير الفلسطينية، تصريحات نتنياهو باستعادة إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا باعتبارها "تدمير للاتفاقيات مع منظمة التحرير ومصر"، أكد مختصون ومراقبون في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن القاهرة تتحفظ على الخطط الإسرائيلية لإعادة احتلال المحور، وسترد على ذلك "سياسياً وقانونياً"؛ لمنع تفاقم الأزمة في المناطق الحدودية، خاصة أن تلك الخطوة تتطلب توقيع بروتوكول جديد بين القاهرة وتل أبيب، وهو ما سترفضه مصر.
خطط إسرائيلية
كان آخر ذكر للمحور في تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال السبت إنه "يتعين على إسرائيل أن تسيطر بشكل كامل على المحور، لضمان نزع السلاح في المنطقة".
أضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي: "محور فيلادلفيا، أو بعبارة أدق نقطة التوقف الجنوبية (في غزة)، يجب أن يكون تحت سيطرتنا. يجب إغلاقه. من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه".
لم تكن هذه المرة الأولى، إذ سبق أن أثارت تصريحات نتنياهو حول "خطته لمستقبل غزة" بعد الحرب، جدلا، خاصة بعدما كشف عن نيته السيطرة على محور فيلادلفيا الفاصل بين غزة والحدود المصرية.
يوم 23 ديسمبر الجاري، نفى مصدر مصري مطلع التقارير الإسرائيلية بشأن بدء الدبابات الإسرائيلية عملية برية من معبر "كرم أبو سالم" باتجاه "محور فيلادلفيا".
جاء النفي المصري بعدما أفاد موقع "والا" الإسرائيلي، عن نشاط لمجنزرات وآليات للجيش الإسرائيلي، بالقرب من معبر كرم أبو سالم باتجاه معبر رفح على خط محور فيلادلفيا.
انتقادات وتحفظات
وسرعان ما علق عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بالبرلمان المصري، مصطفى بكري، على تصريحات نتنياهو بالقول إنها تمثل "اعتداءً سافرًا على اتفاقية السلام بين البلدين".
وطالب بكري بالرد، قائلًا إن "التهديد باحتلال محور فيلادلفيا يجب أن يقابله احتجاج رسمي وتحذير مُعلن، لأن ذلك يمثل اختراقًا لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين"، مرجعا ذلك إلى كونه يمثل اعتداءً على السيادة المصرية، وخنقا لقطاع غزة، ويفتح الطريق أمام تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
بدوره، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، محمود محيي الدين، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن إسرائيل لم تهدد بقصف وتنفيذ عمليات عسكرية واسعة في منطقة محور فيلادلفيا، لكنها تستهدف إعادة احتلاله في إطار إجراءاتها لفرض السيطرة على قطاع غزة.
وأشار محيي الدين إلى أن الخطط الإسرائيلية تتضمن كذلك إنشاء سياج (جدار) تحت الأرض لمنع التهريب عبر الأنفاق.
وقبل أيام، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت طرح على نظيره الأميركي لويد أوستن إقامة جدار تحت الأرض، في الجانب المصري، لفصلها عن قطاع غزة، بتمويل أميركي.
وأوضحت الصحيفة أن الجدار المقترح قد يصل طوله إلى 13 كيلومترا، ويتضمن مجسات وتقنيات للكشف على احتمال وجود حفر وشيك بالقرب منه.
ماذا يعني ذلك؟
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أن الجانب الإسرائيلي يتداول تلك الأفكار في إطار خطته المستقبلية لقطاع غزة بإنشاء منطقة عازلة داخل السياج الحدودي للقطاع بعمق 1 كم، وبالتالي بات في إمكانه إنشاء هذه المنطقة في شمال وشرق القطاع، وبتصريحاته عن إعادة الدخول للمحور استكمال لهذا العازل في هذا المحور بالحدود من الجانب المصري والفلسطيني في أرض الجانب الفلسطيني.
وفيما يتعلق برد القاهرة على تلك التصريحات والتحركات الإسرائيلية، قال: "مصر ستفحص الأمر من وجهة النظر القانونية لأن ذلك يتطلب من إسرائيل توقيع بروتوكول مع الجانب المصري، ومصر بكل تأكيد على المستوى السياسي لن توقع مثل هذا البروتوكول".
وأضاف: "الأمر الثاني أنه من المفترض أن من يقوم بالرد هي السلطة الفلسطينية لأن لها كامل الحق في الاعتراض على المستوى الدولي ومخاطبة الجانب الأميركي باعتباره راعياً لعملية السلام بأن احتلال محور فيلادلفيا مرة أخرى يتنافى مع اتفاقية أوسلو ويمثل إعادة احتلال للقطاع، وهذه القضية يجب أن تعيد طرحها على المستوى الدولي والعالمي لأنها إشكالية تتعلق بالسيادة".
ما هو محور فيلادلفيا؟
تعليقات
إرسال تعليق