ويواجه الدولار الأميركي منافسة شرسة من العملات الأخرى التي تستخدمها البنوك المركزية في إجراء المعاملات الدولية، وسعت العديد من الدول الكبرى والتكتلات الاقتصادية إلى التخلي عن الاعتماد على الدولار وتفعيل التبادل التجاري بالعملات المحلية.
وفي تصريحات سابقة، قال جيم أونيل الاقتصادي السابق في بنك غولدمان ساكس إن "الدولار يلعب دورا مهيمنا بقدر أكبر مما ينبغي في القطاع المالي العالمي".
بينما يرى كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي روبن بروكس، أن "العديد من المستثمرين لا يزالون يعتبرونه (الدولار) الخيار الأقل قبحًا في عالم قبيح للغاية".
والاحتياطيات العالمية، التي يتم الإبلاغ عنها بالدولار الأميركي، هي أصول البنك المركزي المحتفظ بها بعملات مختلفة تستخدم جزئيا لدعم التزاماتها. تستخدم البنوك المركزية في بعض الأحيان الاحتياطيات للمساعدة في دعم عملاتها.
حصة اليورو
وأظهر مسح صندوق النقد الدولي، ارتفاع حصة اليورو بشكل طفيف إلى 19.9% في الربع الثاني، من 19.8% في الأشهر الربع الأول من العام.
وارتفعت المطالبات باليورو بنسبة 1% إلى 2.23 تريليون دولار في الربع الثاني، فيما صعدت بنسبة 2% الربع المماثل من العام السابق.
العملة الصينية
وتراجعت حصة اليوان الصيني من احتياطيات العملة إلى 2.4% في الربع الثاني، من حوالي 2.6% في الربع الأول، في حين سجلت 2.8% في الفترة المماثلة من العام السابق.
ومن حيث القيمة، انخفضت حيازات البنوك المركزية من اليوان بنحو 5% إلى 274.10 مليار دولار في الربع الثاني، مقارنة مع 288.31 مليار دولار في الربع الأول من العام.
وبدأ صندوق النقد الدولي بتتبع حصة اليوان منذ عام 2017.
الين الياباني
واستقرت حصة الين الياباني عند 5.4% في الربع الأخير من نحو 5.5% في الأشهر الثلاثة الأولى من 2023. وبالقيمة الدولارية، انخفضت احتياطيات الين 1.2% إلى 602.86 مليار دولار.
وأظهرت بيانات المسح، أن إجمالي الاحتياطيات العالمية زادت إلى 12.055 تريليون دولار في الربع الثاني من العام، مقارنة مع 11.981 تريليون دولار في الربع المماثل من 2023.
ويمكن أن يكون لتذبذبات أسعار الصرف تأثير كبير على تكوين عملات محافظ الاحتياطيات لدى البنوك المركزية.
ويمكن أن تؤثر التغيرات في القيم النسبية لمختلف الأوراق المالية الحكومية، وإن كان هذا الأثر يميل إلى أن يكون أقل حجما لأن عائدات السندات بالعملات الرئيسية عادة ما تتحرك معا. وفي فترات ضعف الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسية، ينخفض نصيب الدولار الأميركي عموما من الاحتياطيات العالمية نظرا لزيادة القيمة الدولارية للاحتياطيات المقومة بعملات أخرى (والعكس صحيح في فترات قوة الدولار الأميركي).
بدوره، يمكن أن تتأثر أسعار صرف الدولار الأميركي بعدة عوامل، منها تباعد المسارات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى، والفروق في السياسات النقدية وسياسات المالية العامة، وكذلك مبيعات ومشتريات البنوك المركزية من النقد الأجنبي.
ورغم التحولات الهيكلية الكبرى في النظام النقدي الدولي على مدار الستة عقود الماضية، فلا يزال الدولار الأميركي هو العملة المهيمنة للاحتياطيات الدولية، وأي تغييرات في وضع الدولار الأميركي من المرجح أن تظهر على المدى الطويل.
تعليقات
إرسال تعليق