مع عودة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان إلى الواجهة من جديد حول إقليم ناغورني كاراباخ، الثلاثاء الماضي، انتشرت بشكل واسع في شمال غرب سوريا تسجيلات وإشاعات حول تجنيد مقاتلين للتوجه إلى المنطقة.
فقد كشفت مصادر مقربة من فصائل الجيش الوطني السوري المعارض (مدعوم تركياً) للعربية.نت عن انتشار معلومات بين المقاتلين حول عملية تجنيد جديدة باتجاه أذربيجان. ولفتت إلى أن تسجيلات صوتية انتشرت عبر الغرف المغلقة على منصة تلغرام، تدعو الراغبين بالقتال إلى تسجيل أسمائهم، علماً أن المواجهات انتهت يوم الأربعاء الماضي.
وفي السياق، قال "محمد" الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه الكامل لدواعٍ أمنية، "إن سماسرة بعض قادات الفصائل السورية يروجون بالفعل لعمليات نقل إلى أذربيجان، لكن تجربة الخسارة الماضية المروعة تصعّب عمليات التجنيد".
كما أضاف الرجل الذي سبق أن قاتل في ليبيا: "الشتاء هناك قارس والمنطقة وعرة بمرتفعاتها وقسوة مناخها، وقد لقي العديد من المقاتلين السوريين حتفهم هناك فيما لم يلتفت أحد إلى أسر العديد منهم".
فيما رفض "محمود زيدان" (اسم مستعار) الذي قاتل سابقا في أذربيجان معاودة الكرة، وقال للعربية نت: "إن القتال مقابل 10 آلاف دولار لن يغريه بتكرار التجربة مرة أخرى" وأضاف: "يغروننا بمبالغ تبلغ آلاف الدولارات وحين تنتهي المعارك تسرق قادات الفصائل مستحقات المقاتلين وكنت واحداً منهم".
القتال مقابل 10 آلاف دولار لن يغريني بتكرار التجربة مرة أخرىمقاتل سوري سابق
احتيال ونصب؟
في المقابل، رأى المحلل العسكري العميد الركن "أحمد الرحال" أن عمليات التجنيد والترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي عبارة عن شركات احتيال ونصب، معتبراً أنها إما أداة لتشويه الجيش الوطني أو وسيلة للاستفادة المادية. وبيّن في تصريحات للعربية.نت أن "الجهة التي تروج لو تمكنت من تسجيل أسماء 200 مقاتل فقد تطلب من كل مقاتل 100 دولار، لتجني بذلك 20 ألف دولار.
كما رأى أن تركيا لو أقدمت على تجنيد الفصائل كما فعلت سابقاً في ليبيا وأذربيجان، فستستبعد اللجوء إلى سماسرة ومتعهدين وستعطي أوامر مباشرة لقادات الفصائل بإرسال أعداد معينة من المقاتلين ليخضعوا لدورة تدريبية، وتجميعهم في نقاط محددة للانطلاق بهم إلى مناطق قتال لا يعلم بها هؤلاء المقاتلون.
فيما لم يستبعد "منير أديب" الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية احتمال دعم تركيا لأذربيجان بالمرتزقة. وقال للعربية نت "من الوارد تجنيد تركيا للمرتزقة السوريين كما فعلتها سابقاً في دول أخرى.
يشار إلى أن تركيا كانت نقلت في وقت سابق ما لا يقل عن عشرين ألف مرتزق بين ليبيا وأذربيجان، قتل العديد منهم وأسر آخرون.
تعليقات
إرسال تعليق