القائمة الرئيسية

الصفحات

ضمائر فى العناية المركزة يكتبه. شحات خلف الله المحامى ومحاضر مركزى بالهيئة العامة لقصور الثقافة

 

الضمير المجتمعي الإنساني بعيداً عن السفسطة اللغوية والتراكيب المعقدة وأستعراض الملكات الفكرية والثقافية التى تؤدى إلى الفتور عند المتلقى أستطيع تعريف الضمير بصورة مبسطة وأقول أنه عبارة عن مجموعة من ( المبادئ الأخلاقية التي تسيطر أو تتحكم في أعمال الشخص وأفكاره، وهو يشمل الإحساس الداخلي بكل ما هو صحيح أو خاطئ في سلوك الشخص أو دوافعه، وهو ما يدفعه للقيام بالعمل الصّحيح وهو إحساس أخلاقي داخلي عند الإنسان، تُبنى عليه تصرفاته، ويحدد الضمير درجة نزاهة وأمانة الإنسان، وشعوره بالسلام الداخلي نتيجة نقاء ضميره ) .

المعلوم لدى الجميع أن غرف العناية المركزة  هى الغرف  التى  تكون فى جناح خاص لدى المستشفيات الكبرى يتم فيها تقديم عناية صحية فائقة وحرجة  لخطورة الحالات التى تستقبلها  وأنى أتصورها  مثل أشارة المرور فى الشارع التى تنظم السير بأضوائها التحذيرية  أما مرور أو توقف وهنا فى معرض البيان أما بالعودة الى الحياة  من جديد إن لم يستوفى الأجل حسب المقدر من رب العالمين  أو  نقطة النهاية فى الحياة الدنيوية البشرية والأنتقال الى الحياة البرزخية 

وما بين التعريفين  للضمير والعناية وهما شقى الرحى فى العنوان نغوص سوياً لسبر  أغوار هذا المقال الذى أتمني أن يصل الى الكثير والكثير من شرائح المجتمع المحيط من المحيط الى الخليج وشتى بقاع الأرض لخطورة محتواه وملامستة لأدق أسرار الحياة السوية فى مجتمعاتنا المعاصرة  وعند تناول فكرة هذا المقال كانت تراودني بعض الأسئلة التى يتوجب على الجميع الأجابة عنها ونفض الغبار  الماكث فوق أشلاء التصالح النفسى والمجتمعى وهذه هى  الأسئلة : - 

س- ما هو وجه الربط بين العناية المركزة والضمير ؟

س- ما هى أسباب أعتلال الضمير المجتمعي الإنساني ؟

س- هل هناك غرف عناية كافية فى المجتمعات لأستقبال الضمائر ؟

س- ما هى نسبة الخروج من غرف العناية المركزة  بسلام وصفاء ؟ 

س- من هم الأطباء فى غرف العناية المركزة ؟

س- هل هناك أدوات واجهزة كافية فى تلك الغرف لتؤدى دورها ؟ 

هناك الكثير من الأسئلة التى يمكن أشتقاقها من رحم تلك الأسئلة وذلك اكتسبتة بحكم الخبرة الحياتية فى مجال التحقيق الجنائى أو التقديم الإعلامي ولن أطيل عليكم مكتفيا بطرح تلك الأسئلة للخروج بوجبة دسمة دون الشعور بالتخمة  وعسر الهضم كونوا معنا فى الحروف التالية بقلوبكم  ومشاعركم . 

لا يخفى على الجميع أن الضمير المجتمعي الإنساني يعيش أسوء حالاته فهو فى سبات طويل تجاوز مرحلة السبات الشتوي فى القارات القطبية  وذلك يظهر جلياً فى السلوكيات والأخلاقيات المنتشرة كالنار فى الهشيم فى شوارعنا ، وبلادنا ، وشاشات أعلامنا وتواصلنا الأجتماعي وهو من علامات الأضطراب السلوكى المرضى الذى يحتاج الى الترياق الشافى من سموم الحاضر والثورة التكنولوجية التى أحدثت طفرة غير مسبوقة فى التواصل ونقل الثقافات بين المجتمعات وأستخداماتها التى تدور بين فلك الإيجابيات والسلبيات  وللأسف كان الدور السلبي هو السائد الأعم مما جعل تلك الضمائر تحتاج الى الدخول سريعاً فى تلك الغرف  لتقديم الأسعافات العاجلة لإنقاذ ما يمكن إيقاظة من ضمائر حادت عن الدرب السليم وأعادتها الى الحياة  الدنيوية من جديد  حتى يسود الوئام والتصالح النفسى والذاتى . 

لو تحدثنا عن أسباب وأعراض حالات المرض الضميرى فى المجتمعات العربية سنجد أنفسنا أمام العديد من الأسباب  التى ساعدت على ظهور تلك الأعراض مثل البعد عن التعاليم  الروحية والعقائدية السماوية  المفسرة من قبل المصطفين من الأنبياء والرسل من أدم عليه السلام الى محمد رسول الله صل الله عليه وسلم ومن تبعهم من الصحابة والتابعين والمصلحين فى المجتمعات الذين لا يمكن أن يخلوا من وجودهم  كل قرن من القرون الماضية والقادمة أن شاء الله  ومن الأسباب أيضا الثورات التكنولوجية فى علوم التواصل المرئى والمسموع والمقرؤء والشبكات العنكبوتية التى نقلت لنا ثقافات ربما تختلف من مجتمع الى آخر وما يتقبله مجتمع لا يتقبله مجتمع أخر  والعديد والعديد من الأسباب الأخرى التى تحتاج كلا منها الى مقالات متعدده . 

للأسف الشديد أقول أن مجتمعاتنا الحالية لا أجد فيها غرف عناية مركزة لأستيعاب هذا الكم البشرى الرهيب من  المصابين بحالات الأعتلال الضميرى المجتمعى فقد أصبحت غرف الطؤارى التمهيدية  تلفظ هؤلاء الأصناف من أحشائها  الى الطرقات لعدم قدرتها على الأستيعاب من الأساس وبالتالى لا تستطيع ان ترسل تلك الحالات الى غرف العناية المركزة .

حتى لا أكون صاحب نظرة تشاؤمية لا بد ان نقول  وبكل وضوح ان مجرد ولوج تلك الحالات المصابة باعتلال الضمائر الى غرف العناية المركزة هو بداية الخيط الصحيح  ونسبة الشفاء يمكن ان تكون مرتفعه بإعطائها بعض المسكنات والعلاجات التمهيدية التى تساعد على استقرار تلك الحالات نوعاً ما فى محاولة لإعادة دمجها وتأهيلها فى المجتمعات من جديد ويتوجب علينا جميعا الى إدراك بعض الشئ  خيراً من فقدان كل شئ . 

يتسأل البعض من هم الأطباء المعالجين فى تلك الغرف  وهو سؤال ليس بالأمر اليسير فهو يحتوي على الية العمل وطوق النجاة فى نفس التوقيت وللرد على هذا التساؤل  فأننا يتوجب علينا تنشيط الدور العقائدى والروحى لدى الاطباء  (المصلحين) او رسل المجتمعات كما أطلقت عليهم سلفاً فى العديد من المنابر مثل المثقفين والعلماء ورجال الدين  والاعلام والسياسة والاقتصاد وكل من لديه وسيلة فى التواصل وامكانية التفاعل مع المجتمع بداً من الأسرة الصغيرة الى  المدرسين فى المراحل الدراسية التأسيسية وصولا إلى مرحلة سوق العمل . 

ويتسأل البعض الأخر وهل هناك اجهزة وأدوات كافية لتحقيق تلك الطموحات النرجسية فى حروف المقال  للتطبيق الفعلى على أرض الواقع  وأقولها بصراحة أنه رغم ان هناك  الكثير والكثير من العراقيل والصعوبات التى يتم غرسها فى أجساد  محاولى الأصلاح المجتمعى مثل غرس ذنب العقارب وانياب الثعابين فى الاجساد واتهامهم بالشطط أحيانا والتمرد على الواقع  لكن يبقي الإيمان بالغاية والهدف والرسالة الترياق الحقيقى لديهم من سموم العراقيل والسعى بلا كلل او ملل وهذا دور الرسل فى كل وقت وكل حين وصدق القائل سبحانه وتعالى فى سورة الاسراء  بعد بسم الله الرحمن الرحيم   مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15) صدق الله العظيم 

يا ايها الرسل حاملى رسالة الرسل وسنة الأنبياء والمرسلين لا تتركوا المجال لترك الضمائر  تبحث عن غرف العناية المركزة  وادركوها قبل فوات الأوان وعذاب من لا يغفل ولا ينام

#مقالات

#شحات_خلف_الله

#اعادة_نشر

author-img
صحفى يغطى الاخبار والاعلام

تعليقات

التنقل السريع