سجلت كليات الطب بعدد من محافظات صعيد مصر، أعلى معدل رسوب بين طلاب الفرقة الأولى بنسب تجاوزت 60 %، وأرجع عمداء الكليات أسباب الظاهرة إلى عدم كفاءة الطلاب العلمية، مؤكدين أن الكليات تطبق معايير الجودة الشاملة في المناهج الدراسية.
فيما أكدت نائب برلمانية، أن الغش الجماعي الذي تشهده بعض لجان الثانوية العامة وراء هذه الظاهرة.
وأعلنت كلية طب قنا بجامعة جنوب الوادي رسوب نسبة 70 % من طلاب الفرقة الأولى، فيما بلغت نسبة الرسوب بكليتي الطب بجامعتي سوهاج وأسيوط أكثر من 60 %.
وقال الدكتور مجدي أمين، عميد كلية طب بجامعة سوهاج، إن عدد طلاب الفرقة الأولى بكلية الطب بجامعة سوهاج 600 طالب، تقدم منهم للامتحان هذا العام 568 طالبًا، وتغيب 32 طالبًا سواء بأعذار أو من غير، وبلغ عدد الطلاب الناجحين 222 طالبًا بنسبة 39.08 %، فيما رسب 346 طالبًا بنسبة رسوب 60.91 %، مضيفًا أن هذه هي المرة الأولى التي تسجل كلية طب سوهاج، منذ إنشائها قبل 30 عامًا، هذه النسبة من الطلاب الراسبين في الفرقة الأولى، كما ارتفعت عن العام الماضي والتي سجلت 50 %.
واستبعد أمين، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن يكون سبب ارتفاع نسب الرسوب نتيجة صعوبة الامتحانات أو نتيجة خطأ في التصحيح، موضحًا أن كلية طب سوهاج تجري كل الامتحانات سواء النظرية أو العملية إلكترونيًا، دون تدخل بشري، كما يتم تشكيل لجنة لتقييم الامتحانات لقياس مدى صعوبة الامتحان، ومدى التزامه بالمناهج الدراسية المقررة، وكذلك يُتاح للطلاب التظلم من النتيجة، منوهًا إلى أنه ليست هناك امتحانات شفوية للطلاب؛ لضمان تحقيق كل متطلبات جودة التعليم والشفافية.
وفسر عميد كلية طلب جامعة سوهاج، أسباب ارتفاع نسب الرسوب بين طلاب الفرقة الأولى، إلى أن الطلاب غير مؤهلين للالتحاق بالكلية، بسبب عدم تأهيلهم علميًا بشكل كافٍ قبل التحاقهم بالكلية، وهذا أمر الكلية غير مسؤولة عنه، ناصحًا أولياء الأمور بعدم إجبار أبنائهم على الالتحاق بكلية الطب، طالما ليسوا راغبين في الدراسة بالكلية، على أن يترك لهم حرية اختيار دراسة ما يناسبهم.
وأشار مجدي أمين، إلى دور هيئة التدريس في توعية الطلاب الجدد بنظام الدراسة بكلية الطب، بداية من توعية الطلاب بمتطلبات الطبيب الناجح، وهي ما يملكه من مهارات ومعلومات وأخلاق مهنية، ونظم الامتحانات في الكلية والتي تجرى إلكترونيًا، كما يتم تعيين مرشد أكاديمي لكل 30 طالبًا، والذي يتولى مساعدة الطلاب وتقديم النصح بشأن طريقة التعليم داخل الكلية، مضيفًا أن الكلية لا تتحدى الطلاب بل تحاول مساعدتهم لتحمل مسؤولية دراسة الطب، بدليل أن هناك امتحانات دور ثانٍ مقرر إقامتها يوم 20 أغسطس/ آب الجاري، وهناك نسبة نجاح يمكن للطالب الوصول إليها للانتقال للصف الثاني.
وشدد الدكتور مجدي أمين، على أن كلية طب سوهاج لن تسمح بحصول أي طالب على شهادة تخرج بدون التأكد من تأهيله علميًا وعمليًا بشكل متميز، من خلال تطبيق نظام الجودة في المناهج الدراسية، مضيفًا أن دراسة الطب لا تنتهي عند الحصول على شهادة البكالوريوس، بل يستمر الطبيب في التعليم حتى يطلع على أحدث النظم العالمية في تخصصه.
وفي تصريحات تليفزيونية، أكد الدكتور علي عبد الرحمن غويل، عميد كلية طب قنا بجامعة جنوب الوادي، أن الكلية درست أسباب رسوب نسبة 72% من طلاب السنة الأولى بكلية الطب البشري و80 % من طب الأسنان، وجاءت النتيجة أن نسبة 95 % من الطلاب الراسبين من خريجي مدراس بعينها، وليسوا لائقين للالتحاق بكلية الطلب، مؤكدًا أن الكلية حاصلة على شهادة الجودة في التعليم، وأن تقييم الطلاب يتم من خلال نظام الجودة.
من جانبها، قالت سميرة الجزار، عضو مجلس النواب المصري، إنها سبقت أن تقدمت بسؤال لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، للتحقيق في ظاهرة ارتفاع نسب الرسوم بين طلاب السنة الأولى بكليات الطب بعدد من محافظات الصعيد، مرجحة أن يكون السبب نتيجة ظاهرة الغش الجماعي في بعض لجان الثانوية العامة بالمحافظات، وقبول عدد كبير من الطلاب الوافدين من السودان بعد اندلاع الحرب هناك.
وسبق أن صرح وزير التعليم السابق طارق شوقي، أمام مجلس الشيوخ، بأن نسبة الغش في امتحانات التعليم قبل الجامعي بلغت 85 %، مرجعًا السبب إلى فقدان الرغبة في التعلم، كاشفًا عن تحمل الدولة 1.3 مليار جنيه (42 مليون دولار) لمواجهة هذه الظاهرة.
وأضافت الجزار، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن البرلمان علق جلساته بعد فض دور الانعقاد للإجازة السنوية، مما دعاها إلى التقدم بسؤال إلى وزير التعليم العالي حول أسباب ارتفاع نسب الرسوب بين طلاب كليات الطب، وفي انتظار تلقي الرد كتابيًا من الوزير، رغم تقدمها بالسؤال يوم 17 يوليو/ تموز الماضي.
وتنص القوانين المصرية على أن يستمر دور الانعقاد لمجلس النواب لمدة 9 أشهر على الأقل، وامتد دور الانعقاد الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حتى يوليو/ تموز 2023، ومن المقرر أن يدعو رئيس الجمهورية للانعقاد الدوري العادي التالي، قبل الخميس الأول من أكتوبر المقبل.
تعليقات
إرسال تعليق