يشهد التوسّع في إنشاء محطات الغاز المسال في ألمانيا معارضة من السلطات المحلية لبلدة سياحية تقع قبالة ساحل بحر البلطيق.
يأتي هذا بينما تُسرّع الحكومة الفيدرالية إجراءات بناء محطتين عائمتين للغاز الطبيعي المُسال في مدينة موكران بجزيرة روغن، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، اليوم الجمعة 7 يوليو/تموز 2023.
ويَلقى القرار الحكومي بتسريع إقامة محطتي الغاز المسال في ألمانيا مقاومة -أيضًا- من قِبل جماعات الضغط البيئية التي ترى أن المشروعين يهددان الحياة البحرية في المنطقة، بحسب المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
إقامة محطتي غاز مسال عائمتين
تبلغ سعة محطتي الغاز المسال الجديدتين -المخطط إقامتهما في روغن- 10 مليارات متر مكعب سنويًا، ومن المُقرر تشغيلهما من قِبل شركة "دويتشه ريغاس" بحلول مطلع عام 2024.
وإلى جانب ذلك، تقدمت شركة كاسكايد -مُطورة المشروع- بطلب لبناء خط أنابيب بطول 50 كيلومترًا في عدة أقسام متفرقة لتخفيف الأثر البيئي، لكن المجموعة البيئية "دي يو إتش" وصفت المشروع بأنه "كارثة على الحياة البحرية".
ويمتلك قطاع الغاز المسال في ألمانيا بالفعل محطات عائمة -قيد التشغيل- هي "فيلهلمسهافن"، و"برونسبويتيل"، و"لوبمين"، ومن المُقرر توسيع اثنتين من هذه المحطات.
ومن المقرر زيادة سعة هذه المحطات من خلال استبدال بعض المحطات العائمة بدءًا من عام 2026 بمحطات دائمة في كل من "ستاد" و"برونسبويتيل" و"فيلهلمسهافن".
وكان من المتوقع أن تبلغ التكلفة المبدئية لتوسيع البنية التحتية -المقرر دفعها من الحكومة- نحو 10 مليارات يورو (10.89 مليار دولار).
وقالت وزارة الاقتصاد الألمانية في مارس/أذار الماضي إنها تتوقع ارتفاع تكاليف أعمال توسعة البنية التحتية لمحطات الغاز المسال في ألمانيا لكنها لم تحدد مقدارها.
وتُظهر الأبحاث أن تنفيذ جميع المحطات المخططة في ألمانيا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية عن الطلب المحلي.
وتقول الحكومة إن المحطات ستخفف الضغط على المواني الأوروبية الأخرى، وتساعد في زيادة إمدادات الدول المجاورة.
(الدولار الأميركي = 0.9183 يورو).
معارضة السلطات المحلية
قالت سلطات البلدة السياحية الألمانية إنها تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية ضد خطط الحكومة الفيدرالية لبناء محطتي الغاز المسال في ألمانيا قُبالة ساحل بحر البلطيق.
جاء ذلك في أعقاب تأييد البرلمان الألماني -من خلال مجلسيه- تعجيل إقامة محطتي الغاز المسال في مدينة موكران بجزيرة روغن.
وقالت مبادرة "روغن غيغن للغاز الطبيعي المسال"، وهي مبادرة محلية تُعارض المشروع، إن قرار الحكومة بتسريع إقامة المحطتين يختزل وقت إقامته إلى أسابيع أو شهور، في وقت يستغرق تنفيذ مثل هذه المشروعات نحو 6 سنوات.
وصرّح رئيس بلدية مدينة بينس الألمانية، كارستن شنايدر: "صدرت تعليمات لمحامينا بالحصول على أوامر مؤقتة لوقف البناء من المحكمة الإدارية الفيدرالية في لايبزيغ ضد محطات الغاز الطبيعي المسال وخط الأنابيب".
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز مُصدري الغاز المسال إلى ألمانيا خلال الربع الأول 2023:
وقال وزير المناخ في ولاية مكلنبورغ-بوميرانيا الغربية، التي تضم ولاية روغن، إن الولاية لا تدعم المشروع في شكله الحالي، وترغب في إضافة بنية تحتية للهيدروجين إلى منشأة الغاز الطبيعي المسال المخطط إقامتها.
وتُعد روغن واحدة من أفضل مناطق الجذب السياحي للألمان، ويؤيد 35.6% فقط من السكان في ألمانيا بناء محطتي الغاز الطبيعي المسال هناك، فيما يُعارض 49.6% إقامة المحطتين، بينما لم يقرر 14.8%، وفقًا لمسح أجراه مركز سوفي لاستطلاعات الرأي.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية شرعت في تسريع وتيرة بناء البنية التحتية لمشروعات الغاز المسال في ألمانيا منذ العام الماضي 2022 بعد الانخفاض المفاجئ في واردات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى أكبر اقتصاد في أوروبا في أعقاب حرب أوكرانيا.
تعليقات
إرسال تعليق