ويعد بدء هذا التحقيق، والمعروف باسم 15-6، هو أوضح إشارة حتى الآن على أن القيادة المركزية الأمريكية ربما تكون قد فشلت في تلك الغارة التي شُنت على شمال غرب سوريا.

ففي أعقاب الغارة مباشرة، كان قائد القيادة المركزية، الجنرال مايكل كوريلا وطاقمه على ثقة كبيرة بأنهم قتلوا قياديا بارزا في "القاعدة"، على الرغم من العلم أن الأمر سيستغرق عدة أيام للحصول على تأكيد بشأن الهدف نظرا لعدم وجود الأمريكية في ذلك الجزء من سوريا، إلا أن القيادة المركزية الأمريكية أعلنت عن العملية، عبر تويتر، دون تسمية الهدف، ووعدت في التغريدة، التي جاءت بتوجيه من كوريلا، بالإعلان عن المزيد من المعلومات، لكن بعد شهر ونصف من التغريدة الأولية، لم تنشر القيادة المركزية الأمريكية أي معلومات أخرى حول العملية أو تحدد هدفها.

وعلى الرغم من استمرار وجود بعض الخلاف داخل الإدارة الأمريكية حول هوية الشخص المقتول، حيث لا يزال بعض مسؤولي الاستخبارات يعتقدون أن الهدف كان عضوا في "القاعدة"، إلا أن هناك اعتقادا متزايدا داخل وزارة الدفاع (البنتاغون) بأن القتيل كان مزارعا وليس لديه صلات بالإرهاب.

وعرف أفراد عائلة الشخص الذي قُتل في الغارة على أنه لطفي حسن مستو، البالغ من العمر 56 عاما وأب لـ10 أطفال، وقالوا إنه قُتل بينما كان يرعى أغنامه.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية مايكل لوهورن إن عملية التحقيق مستمرة ولكن لا توجد تحديثات في هذا الوقت، في غضون ذلك ، طال أمد عملية التحقيق.

واستغرقت القيادة المركزية الأمريكية أسبوعين لبدء مراجعة الحادث، المعروف بتقرير تقييم مصداقية الضحايا المدنيين.

وبدأت هذه العملية بعد أسبوع فقط من بدء صحيفة "واشنطن بوست" تقديم المعلومات إلى القيادة التي أثارت تساؤلات حول ما إذا كان مدني قد قُتل بدلا من إرهابي.

وقال مسؤولو وزارة الدفاع إن هذا التقرير أوصى بفتح تحقيق رسمي، يتضمن نظرة أكثر تعمقا على الحادث بقيادة ضابط تحقيق مع المتطلبات التفصيلية لنطاق التحقيق وتقرير نهائي.

والتوصية بفتح مثل هذا التحقيق هي إقرار بوجود أسئلة لم تتم الإجابة عليها حول العملية، حيث أن البدء في تحقيق 15-6 يتطلب موافقة من سلطة القيادة.

وفي حالة الغارة التي وقعت يوم 3 مايو، جاءت هذه السلطة من الجنرال ماثيو ماكفارلين، قائد قوة المهام المشتركة عملية "العزم الصلب"، التي تركز على هزيمة تنظيم "داعش".

وأثار هذا الحادث تساؤلات حول مدى دقة تنفيذ القيادة المركزية لسياسة التخفيف من الأضرار المدنية خلال تنفيذ العمليات العسكرية، وهي عملية تهدف لمنع وقوع خسائر مدنية.

وتم تطوير السياسة في عام 2022 بعد غارة فاشلة بطائرة أمريكية بدون طيار في كابول أسفرت عن مقتل 10 مدنيين في الأيام الأخيرة من الانسحاب من أفغانستان.

وفي هذه الحالة، فتحت القيادة المركزية الأمريكية تحقيق رسمي 15-6 في الغارة في غضون أسبوع من شن الغارة.
وبعد العملية بسوريا في مايو، قال متحدث باسم البنتاغون بات رايدر إن وزير الدفاع لويد أوستن لديه "ثقة كاملة" في جهود الوزارة لتخفيف وقوع أضرار مدنية، وأضاف: "عدد قليل جدا من الدول حول العالم تفعل ذلك، والوزير على ثقة تامة بأننا سنواصل الالتزام بتلك السياسات".