أبدى فرحات أيت علي، وزير الصناعة الجزائري السابق، عن عدم يقينه من تغير الموقف الإسباني من مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية في حالة فوز اليمين بالحكم في الانتخابات القادمة.
التصريح جاء على صحيفة “إل إسبانيول” الإسبانية، التي قالت في تقرير لها إن “النظام الجزائري يأمل في صعود اليمين إلى الحكم في الانتخابات القادمة، ورحيل الاشتراكيين، الذين عززوا العلاقات مع المملكة المغربية”.
وأضاف المصدر ذاته أن “الانتخابات البلدية عززت من قوة اليمين، ووضعته أمام حظوظ الفوز في الانتخابات المقبلة، كما أعطت النظام الجزائري أيضا فرصة للتفاؤل في زوال الحكم الاشتراكي”.
لكن رأي أيت علي، الذي تمت إقالته بعد “عاصفة تعديل وزاري” للرئيس تبون سنة 2021، أصر على أن “صعود فاييخو، زعيم الحزب الشعبي اليميني، لا يمكن التفاؤل به، لأنه في حالة إبقائه على قرار الاعتراف بالحكم الذاتي لن يغير من أزمة مدريد والجزائر”.
التشاؤم الذي يبديه الوزير الجزائري السابق يأتي بسبب يقينه بعدم تغير الموقف الإسباني من الصحراء المغربية، “لأنه قرار سيادي لا يهم الحكومات”، الأمر الذي يؤكده عبد الحميد البجوقي، الكاتب والمهتم بالشأن الإسباني، إذ قال إن “فاييخو لا يمكن أن يصدر عنه قرار التراجع عن دعم الحكم الذاتي لأنه يعلم حجم ومستوى العلاقات بين مدريد والرباط”.
وأضاف البجوقي، في تصريح لهسبريس، أن “الحكومة الإسبانية المقبلة ستعلم أن تغليب المصالح أمر مهم، وأن الجارة الإسبانية مصالحها مع المملكة المغربية أكثر من أي دولة أخرى بالمنطقة”.
وفي جوابه عن كيف سينجح فاييخو في حالة صعوده للحكم في تعزيز العلاقات مع الجزائر والحفاظ في الوقت عينه على موقف بلاده من الحكم الذاتي، شدد الكاتب والمهتم بالشأن الإسباني على أن “حكومة سانشيز نفسها لها النية في تعزيز العلاقات مع الجزائر، وهو الأمر ذاته الذي سيسير فيه فاييخو في حالة فوزه، إذ سيسعى بقوة إلى تعزيز التعاون بين الجارين”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن “تصريحات الوزير الجزائري تأتي في منطق تشكيل موجة ضغط على اليمين الإسباني، ووضع شروط محددة أمامه، سعيا من النظام الجزائري إلى تحقيق مكاسبه الدبلوماسية”.
من جانبه شدد العمراني بوخبزة، محلل سياسي مختص في الشأن الإسباني، على أن “المغرب في وضع مريح أمام تسارع الأحداث في الانتخابات الإسبانية، ولا يهمه نوع الحكومة القادمة، لأن له يقين بليغ بأن موقف مدريد من الحكم الذاتي لن يتغير”.
وأضاف بوخبزة في حديث لهسبريس أن “الجزائر تريد وضع يدها على الانتخابات الإسبانية، وتريد إملاء شروطها على المرشحين الإسبان، وهي أمور لن تقبلها إسبانيا التي تتنفس الديمقراطية”، وفق تعبيره.
واعتبر المتحدث عينه أن “الحديث عن صعود فاييخو، وكيفية إيجاده طريقة في إحقاق توازن في العلاقات مع المغرب والجزائر، ينبغي أن يكون أساسا حول مسألة غياب أي مؤشر ينم عن قدرة الحكومات المتعاقبة على تغيير قرارات سيادية لأي دولة”.
تعليقات
إرسال تعليق