قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "روشن" السعودية للتطوير العقاري ديفيد جروفر إن المجموعة سيكون لديها 50 ألف وحدة سكنية في طور البناء بحلول نهاية عام 2023.
وقال جروفر في حوار خاص مع "اندبندنت عربية" إن "هذا عدد ضخم بالنسبة إلى شركة تطوير عقاري خلال فترة قصيرة، كما سيكون هناك نحو 3 آلاف منزل مكتمل البناء ومأهول"، مضيفاً أن "هذا عدد كبير للغاية، وخلال السنوات المقبلة سنستمر في زيادة عدد الوحدات كي نبلغ الذروة عند 60 ألفاً أو أكثر في العام الواحد على مدى السنوات الخمس التالية".
ولفت جروفر إلى أن "روشن" المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي تعمل من خلال الشراكات عبر تأسيس مشاريع مشتركة مع الشركات المحلية والعالمية، وتركز على استقطاب استثمارات خارجية.
وتابع، "بالنظر إلى جزء من السوق العمودي الذي نتعامل معه فهناك مثلاً البيع بالتجزئة أو المدارس التي نؤسس شراكات معها مثلاً، والمدارس الدولية التي ترغب بالمجيء وبناء مدارس جديدة في السعودية، وتعمل بالتالي على برنامج للمدارس الحكومية لكن أيضاً على برنامج لمدارس القطاع الخاص".
ضخامة القطاع العقاري
ووصف جروفر قطاع العقارات بـ"الديناصور"، في إشارة منه إلى ضخامته ومواطن القوة التي يمتلكها قياساً إلى القطاعات الاقتصادية الأخرى، وقال "يعد القطاع العقاري من القطاعات القديمة في العالم، لا سيما وأننا نعيش في منازل منذ آلاف السنين كبشرية، كما أن العملية نفسها شاقة وبطيئة أحياناً من نواحي الابتكار والتكنولوجيا العقارية والطرق الجديدة في استخدام تقنيات المصانع لتحسين الأمور وزيادة فعاليتها، وكل هذه فرص عظيمة تصارع دول كثيرة لكي تقوم بها وليس لديها الحجم المطلوب، ولذلك فنظراً إلى الحجم والنطاق الذي تعمل عليه ’روشن‘ فإنها تعمل على خطوات رائدة من ناحية تشييد العقارات وتسليمها".
نقاط ضعف
ولفت رئيس "روشن" إلى أن القطاع يعاني عدداً من نقاط الضعف التي تتلخص في عدم مرونة سلاسل الإمداد، مضيفاً "أن نقطة الضعف إجمالاً هي سلسلة الإمداد لأنها سوق صغيرة نسبياً، وأعتقد بأن مجموع السكان في السعودية هو 36 مليون نسمة، أو ما يقارب ذلك، وفي الوقت نفسه فسلسلة الإمداد ليست بالمرونة الكافية".
وزاد جروفر "أن إحدى الأمور التي طلب من ’روشن‘ أن تقدمها هي الارتقاء بمستوى الجودة في قطاع العقارات في كل أرجاء السعودية، ولهذا تعمل المجموعة مع شركائها والشركات المحلية كذلك من أجل تحسين نوعية المنتجات وطريقة تسليمها إلى العملاء، وتمكين السعودية من الارتقاء إلى مستويات عالمية في مجال العقارات".
سدرة والعروس ومشاريع أخرى
قامت روشن بتطوير باكورة مشاريعها سدرة في العاصمة الرياض وهو مشروع ضخم متكامل يتضمن اكثر من 30000 وحدة سكنية تتنوع ما بين الفلل والدوبلكس والتاون هاوس والشقق ويمتد حي سدرة على مساحة 20 مليون متر مربع.
ومشاريع المنازل لا تقف على العاصمة الرياض وحسب، ويقول رئيس المجموعة إن هناك مشروعاً مماثلاً في جدة، مضيفاً "لقد أنجزنا العمل نفسه في جدة، وبدأنا عملية بيع الوحدات هناك أيضاً، ولدينا مركز للمبيعات في سدرة، وواحد في جدة أيضاً، وبنينا شارعاً كاملاً ليكون بمثابة نموذج عن المشروع، ويمكنك فعلاً أن تسير فيه لترى المنازل المشيدة بالكامل، وهي منازل للعرض تساعد في فهم شكل الحياة في المكان".
وأوضح جروفر أن "هناك مشاريع أخرى في مدن أخرى في السعودية، وهي الهفوف والخبر والقطيف والدمام ومكة المكرمة".
خطط للتوازن
وحول خطط "روشن" لإحلال التوازن بين ارتفاع الأسعار من جهة والتزامها بتسهيل زيادة تملك 70 في المئة من السعوديين منازل بحلول عام 2030، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة "أعتقد أن العميل لديه خياران أساسيان، إما الشراء نقداً، ويمتلك سيولة سواء كان ذلك المبلغ مالاً عائلياً أو شخصياً، وربما يشتري عبر التمويل العقاري، ولذلك اتفقنا مع أكثر من 12 شريكاً مصرفياً رئيساً في السعودية لتوفير التمويل اللازم للعملاء".
وأضاف، "من ناحية التسعير فنحن مطور عقاري يعطي الأولوية للعملاء، وهذا يعني بأننا نبيع بحسب أسعار السوق المفتوحة وننافس أي مكان آخر يمكنك أن تعيش فيه".
واستطرد بالقول، "نعتقد بأننا نقدم أكثر من الآخرين لأننا نوفر مجتمعات متكاملة ونبني النطاق العام، وإن كنت تسير في الرياض أو جدة فغالباً ما ترى أراض واسعة وخالية، والشوارع فيها خلل مثلاً، ومن واجبنا بالتالي أن نضمن بأن يكون كل شيء منجز قبل أن تنتقل إلى منزلك، فقد انتهى العمل بالأرصفة وزرعت كل الأشجار وكل شيء يعمل كما يجب قبل أن تنتقل إلى منزلك، ولذلك أظن بأنه مع الوقت قد يصبح لدينا ميزة في السعر كمطور عقاري.
المسؤولية الاجتماعية
وعن الدور الذي تلعبه شركته في مجال المسؤولية الاجتماعية، ألمح جروفر إلى أن "المجموعة تنشط في تمويل عدد من الأعمال"، قائلاً "نحن محظوظون لأننا شركة تطوير ممولة تمويلاً جيداً، وعلينا رد بعض الجميل للمجتمع"، مضيفاً "لدينا برامج لمساعدة الأقل حظاً، وربما تمتد المساعدة إلى التجديد الحضري ومساعدة الأشخاص على تجميل وإدارة منازلهم".
واختتم حديثه بالقول "ما نحاول أن نفعله إذاً هو أن نرفع مستوى الوعي بـ ’روشن‘ لكننا نسعى أيضاً إلى الارتقاء بمستوى الرفاهية الاجتماعية والجسدية، فجوهر الأمر هو تغيير أسلوب الحياة و’روشن‘ تساعد في تغيير أسلوب الحياة وهذا يتوافق تماما مع روح ’رؤية 2030‘".
90 مليار دولار
وتغطي مشاريع "روشن" التي تأسست كشركة متخصصة في تطوير الأحياء الحضرية في أغسطس (آب) 2020، مساحة 200 مليون متر مربع في جميع أنحاء السعودية بكلفة إجمالية تبلغ 337 مليار ريال (90 مليار دولار)، وتهدف إلى تطوير الأحياء السكنية بمعايير عالية الجودة، إذ تتميز مجتمعات "روشن" بكثير من التقنيات والحلول الصديقة للبيئة من أجل تحقيق الاستدامة وخفض كلف استهلاك الطاقة بنسبة 18 في المئة.
ويشار إلى أن اسم "روشن" مستوحى من التراث، إذ كان الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود يستضيف الناس في غرفة تسمى "الروشن"، وهي غرفة مجهزة لاستقبال الضيوف في بيوت الطين قديماً وخاصة في منطقة نجد.
تعليقات
إرسال تعليق