أكد نائب رئيس «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» في الجزائر علي بن حاج، عزمه على خرق إجراءات الرقابة القضائية التي يخضع لها، وذلك بتكثيف نشر مواقفه المعارضة للسلطات.
وسيواجه بن حاج السجن مجدداً إذا رفض الامتثال لمجموعة من الشروط قيَّده بها قاضي التحقيق بمحكمة بالجزائر، إثر هجوم حاد على قائد الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة.
ونقل مقرّبون من بن حاج، لـ«الشرق الأوسط»، أنه لن يتوقف عن إبداء رأيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص ما يجري في البلاد، بينما استجوبه قاضي التحقيق بمحكمة حسين داي في العاصمة قبل يومين، بشأن نشاطه المعارض؛ وأبلغه بأنه ممنوع من نشر فيديوهات عبر حسابه على «فيسبوك»، ومن مغادرة منطقة سكنه.
كما أعلن وضعه قيد الرقابة القضائية، وإلزامه بالتوجه إلى مركز الشرطة مرة كل 3 أيام لتوقيع محضر، كما أنه ممنوع من مغادرة العاصمة منذ سنوات، ومن حضور الجنازات وأي نشاط عام.
ويخضع نائب رئيس «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» لمراقبة قوات الأمن منذ مغادرته السجن عام 2003؛ بعدما أمضى خلف القضبان 12 سنة بجرم «تهديد أمن الدولة»، وأدانت المحكمة العسكرية رئيس الجبهة الراحل عباسي مدني بالحكم ذاته.
وهاجم بن حاج، في مقطع مصور، رئيس أركان الجيش سعيد شنقريحة، بعد خطاب له يهدد فيه «مغامرين كادوا أن يدفعوا بالبلاد إلى الهاوية» في تسعينات القرن الماضي التي ترمز إلى «الإرهاب».
وحاول بن حاج مقابلة شنقريحة بعد خطابه، لكن قوات الأمن منعته وهو في طريقه إلى مقر وزارة الدفاع.
يشار إلى أن أحد أبناء بن حاج الستة واسمه عبد القهار، قُتل في مواجهة مع قوات الأمن عام 2008، وكان قد التحق قبل عام من ذلك بتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» شرقي العاصمة.
وحذَّر رئيس أركان الجيش خلال زيارة لمنشأة عسكرية في العاصمة يوم 19 أبريل (نيسان)، من أنشطة تعود لـ«بعض الأصوليين الذين يتبنّون خطاباً دينياً متطرفاً، يُذكّرنا بسنوات تسعينات القرن الماضي».
وشدد على أن «الدولة الجزائرية لن تسمح بأي حال بعودة هؤلاء المغامرين، ولا بالتسبب في انهيار أركان الدولة الوطنية»، وكان يقصد، وفق مراقبين، قادة وأفراداً من «الجبهة الإسلامية للإنقاذ اتهمتهم الحكومة بنشر الإرهاب»، بعد تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات التي فازوا بها نهاية 1991.
وأكد شنقريحة: «ليعلم هؤلاء المتطرفون أن الشعب الجزائري الذي انكوى بنار الإرهاب الهمجي، وعانى الويلات من العنف الأعمى، لن يسمح لهم بخداعه مرة أخرى، لأنه أصبح أكثر وعياً وإدراكاً لأساليبهم الخبيثة». وأضاف أن الجيش «على يقين تام بأن هذا الخروج إلى العلن، بعدما كان يحدث في السر، إنما جاء بإيعاز من دوائر التخريب المعادية، التي عوّدتنا بمثل هذه التحركات المريبة كلما لاحظوا أن الجزائر قد استرجعت في وقت وجيز دورها بأنها فاعل محوري على الساحتين الإقليمية والدولية».
تعليقات
إرسال تعليق