وقالت المديرة التنفيذية لـ"اليونيسف" كاثرين راسل، في بيان، حول وضع الأطفال في السودان: "أدت 5 أيام من أعمال العنف الشديد في السودان، و4 محاولات وقف إطلاق نار فاشلة، إلى خسائر فادحة في حق الأطفال هناك"، وأضافت: "إذا لم يتوقف العنف، فإن هذه الخسائر ستزداد".

وتابعت راسل: "أفادت التقارير بمقتل 9 أطفال على الأقل في القتال، وأصيب أكثر من 50 طفل بجروح مع استمرار أعمال العنف في الخرطوم ودارفور وشمال كردفان".

وقالت المديرة التنفيذية لـ"اليونيسف" إن "الوضع الأمني المحفوف بالمخاطر في جميع أنحاء البلاد يجعل جمع المعلومات والتحقق منها أمر في غاية الصعوبة، لكننا نعلم أنه بينما يستمر القتال، سيستمر الأطفال في دفع الثمن".

ولفتت إلى أن "العديد من العائلات عالقة في مرمى النيران، مع وصول متقطع أو معدوم للكهرباء ، ويعيشون في خوف من القتال واحتمال نفاد الطعام والمياه والأدوية"، وأضاف أن "آلاف العائلات أُجبرت على ترك منازلها بحثًا عن الأمان".

وتابعت كاثرين راسل: "تلقينا تقارير عن إحتماء أطفال في المدارس ومراكز الرعاية أثناء احتدام القتال حولهم، واضطرار مستشفيات الأطفال للإخلاء بسبب اقتراب القصف، وعن تعرض المستشفيات والمراكز الصحية وغيرها من البنى التحتية الحيوية للضرر أو الدمار، مما يحد من الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية والمنقذة للحياة".

وذكرت: "أدى القتال إلى تعطيل الرعاية الحرجة المنقذة للحياة لما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، يحتاج هؤلاء الأطفال الأشد هشاشة إلى رعاية مستمرة على مدار الساعة، والتي تتعرض للخطر بسبب تصاعد العنف".

وحذرت راسل من أن "القتال يعرض سلسلة التبريد في السودان للخطر، بما في ذلك ما قيمته أكثر من 40 مليون دولار من اللقاحات والأنسولين، بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم القدرة على إعادة تزويد المولدات بالوقود".

ولفتت إلى أنه "حتى قبل تصاعد العنف، كانت الاحتياجات الإنسانية في السودان أعلى من أي وقت مضى"، وقالت إن المساعدة الإنسانية "تعد أمرا بالغ الأهمية، لكن لا يمكن لليونيسف وشركائها تقديم هذا الدعم إذا لم يتم ضمان سلامة وأمن موظفينا".

وقالت: "قلوبنا وأفكارنا مع أحباء زملائنا في برنامج الأغذية العالمي الذين فقدوا حياتهم والذين أصيبوا، تعرضت اليونيسف ووكالات إنسانية أخرى للنهب من قبل أفراد مسلحين، مثل هذه الهجمات على عمال الإغاثة والمنظمات هي هجمات على الأطفال والعائلات التي نخدمها".

ووفقا للبيان، أكدت اليونيسف على أهمية نداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الموجه للقوات لـ"وقف أعمال العنف على الفور، وتدعو جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها الدولية لحماية الأطفال من الأذى، وضمان الوصول الآمن والسريع للعاملين في المجال الإنساني إلى الأطفال المحتاجين".

ودعت المنظمة "جميع الأطراف إلى الامتناع عن مهاجمة البنية التحتية المدنية التي يعتمد عليها الأطفال مثل أنظمة المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية والمدارس."

يذكر أن دول مجموعة الرباعية (المملكة العربية السعودية - دولة الإمارات العربية المتحدة - المملكة المتحدة - الولايات المتحدة الأمريكية) أصدرت بيانا مشتركا حول الاحداث في السودان مع استمرار الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات "الدعم السريع".

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بيان الرباعية والذي جاء فيه: "دعا سفراء دول مجموعة الرباعية، طرفي الصراع في جمهورية السودان إلى وقف إطلاق النار والعودة للحوار، والالتزام بحماية المدنيين والبعثات الدبلوماسية والعاملين في المجال الإنساني، وتوفير الممرات الآمنة للعمليات الإنسانية".

وكانت الاشتباكات تجددت بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في عدة مناطق سكنية في مدينة بحري، في شمال الخرطوم، حسبما قال شهود، لشبكة CNN، مساء الأربعاء.

وجاءت هذه الاشتباكات بعد ساعات فقط من اتفاق الفصيلين المتنافسين على هدنة أخرى مدتها 24 ساعة دخلت حيز التنفيذ الأربعاء الساعة 6 مساءً بالتوقيت المحلي.