مع استمرار الارتباك الأمني في محافظة ديالى العراقية، شرقي البلاد، التي تواجه القوات الحكومية صعوبات في بسط الأمن فيها، أكد قائد عمليات المحافظة أنّ حدودها مع المحافظات الأخرى مؤمنة بالكامل، وسط تأكيدات أنّ أعمال العنف تنفذ من الداخل.
ولم تستطع القوات الأمنية الخاصة التي وجهها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في الـ8 من الشهر الجاري إلى ديالى، وأمهلها أسبوعين فقط، على إنهاء التوتر الأمني.
ورغم انتهاء المهلة التي منحها السوداني، ووسط استمرار المخاوف من تصعيد جديد بأعمال العنف، سجلت المحافظة، أول أمس الأربعاء، مقتل وإصابة عائلة كاملة في قرية التحويلة التابعة لبلدة الخالص، شمالي المحافظة، وهي بلدة تتمتع الفصائل المسلحة بنفوذ كبير فيها.
وقال قائد عمليات ديالى اللواء الركن علي فاضل عمران إنّ "حدود المحافظة مع صلاح الدين وإقليم كردستان مؤمنة بنسبة 100 بالمائة"، مبيناً في تصريح صحافي، اليوم الجمعة، أنّ "جميع المناطق الفاصلة مع المحافظات ممسوكة بشكل مباشر من قبل القوات الأمنية، وليس هناك قلق أو مخاطر أمنية في الوقت الراهن".
وأضاف أنّ "القيادة وبالتنسيق مع الاستخبارات نجحت في توجيه سلسلة ضربات نوعية لخلايا (داعش) في مناطق عدة، كما تم اعتقال 25 متهما بالإرهاب، وهم عناصر خطيرة جداً ضمن القائمة السوداء".
ديالى تواجه العنف من الداخل
من جهته، أكد مسؤول أمني في المحافظة أنّ ديالى تواجه عنفاً داخلياً، وأن ملف الحدود لا دخل له بتصاعد أعمال العنف، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنّ "المعلومات المتوفرة لدينا تؤشر إلى أنّ الخطر الذي تواجهه المحافظة هو الوجود الكبير للفصائل المسلحة التي تسيطر على مناطق المحافظة، وهي تعمل بأجندات خاصة بكل فصيل، وأنّ تلك الأجندات تتعارض في ما بينها، كما تتعارض مع الخطط الأمنية التي تحاول أجهزة الأمن تنفيذها".
وأضاف المسؤول أنّ "أهالي المحافظة يناشدون بإخراج تلك الفصائل وتسليم الملف الأمني إلى قوات الأمن الرسمية"، مؤكداً أنّ "خطة بسط القانون التي طلب رئيس الوزراء تنفيذها لا يمكن أنّ تنجح مع وجود تلك الفصائل، التي تهدم ما تنفذه القوات الأمنية".
وبشأن حادثة قرية التحويلة الأخيرة التي قُتل فيها أفراد عائلة كاملة، أكد المسؤول الأمني أنّ "التحقيقات لم تكشف حتى الآن عن الجهة المنفذة".
حظر الدراجات النارية لمنع عمليات الاغتيال
إلى ذلك، حظرت شرطة محافظة ديالى تحرك الدراجات النارية والدراجات ثلاثية العجلات (التك توك) في أوقات الليل في عموم المحافظة، وقالت المديرية في بيان، إنّ "الحظر سيكون من الثامنة مساءً حتى السادسة صباحاً، كإجراء يهدف إلى منع جرائم القتل التي ارتكب معظمها على دراجات نارية".
وتعتبر ديالى واحدة من أبرز المحافظات التي تحتوي على مناطق منزوعة السكان، والتي جرى تهجير أهلها من قبل الجماعات والمليشيات المسلحة، أسوة بمناطق أخرى، مثل جرف الصخر في بابل والعويسات في الأنبار. ولا تزال بعض المناطق، مثل السعدية وقرى المقدادية وحوض العظيم وسد حمرين، خالية من سكانها وتنشط داخلها جماعات مسلحة.
تعليقات
إرسال تعليق