تصميم بسيط جدًا، لكنه مرعب في الوقت ذاته..وجميع حجراته متشابهة بشكل معماري لا يمكن تفرقته بين الغرفة والأخرى.. سجنٌ أثار فضول غالبية الناس، ومن بينهم مدون السفر المغربي، أيمن الهاشمي، الذي وثق تجربة زيارته عبر موقع "يوتيوب" (شاهد الفيديو أعلاه).
وبحسب وزارة الثقافة والشباب والرياضة في المغرب، بُني السجن في القرن الـ18 ميلادي، وسط القصبة الإسماعيلية في مدينة مكناس، وذلك بالمستوى السفلي للأرض، على مساحة كبيرة.
وصُمم على شكل شبه مستطيل، وقُسم إلى ثلاث قاعات واسعة جدًا، حظيت كل واحدة منها بمجموعة من الأقواس والدعامات الضخمة.
ويتحدث المرشد السياحي المغربي، أمين الفيضي، والذي يعمل لدى شركة "ToursByLocals" لموقع CNN بالعربية، عن الجانب التاريخي لهذا السجن.
وسُمي السجن بحبس قارا نسبة إلى سجين برتغالي خبير في الهندسة المعمارية، حيث اقترح على السلطان مولاي إسماعيل، وهو ثالث ملوك العلويين بالمغرب، أن يعيد بناء حبس الأسرى والمعتقلين بتصميم يصعب الهروب منه.
ويأتي اقتراح السجين البرتغالي بعد مواجهة صعوبات في انتقال الأسرى إلى المكان المخصص لعملهم، وقد قٌيدوا بسلاسل، إضافة إلى تهافت الناس عليهم بالحجارة أثناء مرورهم.
وبذلك، أتاح حبس قارا، الذي يستوعب 60 ألف أسير كحد أقصى، فرصة استخدام اليد العاملة للسجناء، دون زعزعة الأمن واستقرار الوسط المعيشي للمدينة.
ويعكس حبس قارا البراعة في البناء واختيار الموقع والتوظيف، حيث استخدمت قوة المساجين لبناء سجن تحت الأرض بحجم مدينة مكناس.
وفي ظل الحماية الفرنسية بالمغرب، أوضح الفيضي أنه تمت دراسة تصميم السجن من قبل عدد من الخبراء، وكان من بين أصعب السجون في العالم التي يُستحال الهرب منها.
وبالطبع، لا يمكن تحرير أي أسير حتى تتم المفاوضات بين سفير بلاده والسلطان، ويمكن أن يكون ذلك مقابل تحرير أسرى مغاربة، أو مقابل مبلغ مالي، أو تبادل مصالح سياسية.
واليوم، تُركت مساحة تقدر بـ10 دونمات أو أقل حتى يتمكن السياح من رؤية السجن، والتعرف على التصميم الذي استطاع من خلاله "قارا" أن يكسب حريته دون تدخل سفراء أو مصالح معينة.
ولاقى مقطع الفيديو إعجاب العديد من المتابعين، كونه يسلط الضوء على موقع يثير اهتمام الكثيرين.
ويحرص الهاشمي، الذي بدأ بالتصوير منذ حوالي 4 أعوام، على أن تكون مقاطع الفيديو الخاصة به ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه، بحيث أن يشارك المتابع ما يعرفه من معلومات.
ويميل مدون السفر المغربي إلى إنتاج مقاطع فيديو وثائقية متنوعة، هادفًا إلى نقل مختلف التجارب من حول العالم إلى الأشخاص الذين لا يستطيعون عيشها بمفردهم، حتى يكون بذلك الوسيط بين المشاهد والحدث نفسه.
تعليقات
إرسال تعليق