القائمة الرئيسية

الصفحات

 

المنيا : حسنى فاروق

لم تمل الحاجة فريجة محمد فرج الكبير، مواليد 1928، ذات الـ 94 عاما، من السعي لطلب الرزق الحلال، وهي ابنه قرية الشيخ حسن مركز مطاي بالمنيا، قائله أنها سوف تعمل حتى ترحل بسلام عن الحياة، من خلال انتاجها من المشغولات التي تصنعها بيدها التي تتشابه مع أيادي الرجال من خشونتها، من خلال عمل أطباق من سعف النخيل لحفظ الخبز، والمستلزمات المنزلية، «أسبته»، لتقدمها هدايا لأبنائها وأحفادها وأحبابها، دون مقابل، رافضه بيعها لمساعدتها على مواجهة أعباء الحياة، لافته إلى أنها تنفق على حياتها من معاش تكافل وكرامة، ومساعدة أبنائها وأصحاب القلوب الرحيمة.

وعن أولى خطواتها في معترك الحياة، تقول الحاجة فريجة، بدأت حياتي عاملة بمدرسة القرية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وكنت أحضر الخبز من المخبز غرب النيل إلى المدرسة، عبر مركب صغير، بالإضافة للقيام بتوفير مياه الشرب للتلاميذ والمدرسين بالمدرسة، من خلال مليء خزان المياه العلوي بالمدرسة، لافته إلى أن راتبها لم يزيد عن 60 جنيها، كانت تكفي لسد احتياجات المنزل، لأن الأسعار كان قليلة، ورغم حصولي على 400 جنيه من معاش التضامن الاجتماعي إلا أنها لا تكفي في ظل ارتفاع الأسعار، مؤكدة إن المدرسة التي كانت تعمل بها كرمتها في حفل العام الماضي، ومنحتها 100 جنيها، مكافأة باعتباري أول عاملة في المدرسة .

وعن بداية يومها للعمل رغم بلوغها الـ 94 عاما، تقول الحاجة فريجة، أبدا حياتي اليومية بشراء مستلزمات العمل من سعف النخيل، بقيمة ما بين 10-20 جنيها، وهو من الزعف الأبيض الذي يستخرج من قلب النخيل، حيث تبدأ عملية الصناعة بتخمير السعف في المياه الساخنة ليصبح لينا، ثم الاستعانة بإبرة كبيرة لتصنيع على شكل دوائر مختلفة الأحجام والارتفاع، وتستمر عملية الصنع من أسبوع إلى أسبوعين، لإنتاج 3 أنواع من الأطباق لحفظ «الخبز البلدي، البتاو، والبياته للحفظ من القطط والفئران»، حيث توزع هدايا للأبناء والأحفاد- البالغ عددهم 10 أبناء، منهم 3 ماتوا، و7 آخرين على قيد الحياة، وأكثر من 40 حفيدا وحفيدة .

وعن أمنياتها في الحياة، فاجأتنا بطلباتها البسيطة والتي لا تتعدى توصيل الإنارة للغرفة التي تعيش بها، وأموال بسيطة لشراء سعف النخيل الذي تصنع منه أطباق حفظ الخبز التي تصنعها، مشيرة إلى أنها تمكنت من شراء الكفن الخاص بها، وقامت بوضعهه على حائط المنزل، من حر مالها وعرقها، حتى لا يقوم أحد بشراء كفن لها بعد أن تفارق الحياة، مقدمة الشكر لأهل القرية الذين يساعدونها بالغلال والأسماك والسمنة واللحوم.

وتفاجئنا الحاجة فريجة، بإجادتها للسباحة، خوفا من الغرق عندما كانت تنقل الخبز لتلاميذ المدرسة من غرب إلى شرق النيل، في الستينات، لعدم وجود لنشات لنقل الناس، بل كان من خلال مركب صغير «فلوكه»، لافته إلى دوام صحتها من أكل الخبز البلدي «البتاو»، والسمنة البلدي، والدواجن التي أقوم بتربيتها في ظل ارتفاع كيلو اللحم من 3 جنيها في زمني، إلى 170 جنيها في العصر الحالي .

وتطالب الحاجة فريجة، ربات المنازل، بتربية الدواجن والطيور للاستفادة منها باللحوم، والبيض، وأيضا إنتاج الخبز المنزلي، ومواجهه ارتفاع الأسعار، مرددة الحمد لله.. الحمد لله.. عليا ملابس ومعايا أكل وشرب، ولو معايا حاجة أديها للناس، وربنا يحفظ بلدنا من كل مكروه.

تعليقات

التنقل السريع