إلى حبة اللؤلؤ...
عزيزتي... هذا الزمن لا يعترف بناصعي البياض ... هو فقط يدغدغ مشاعرهم بعبارات الإطراء ويتزلفهم بشتى القصص القديمة ... لا يدرك أبداً أنهم من فرط بياضهم كُشفت عنهم الحجب ... يختلقون ألف عذر وعذر ... لأحبتهم ... ويقبلون منهم ألف تبرير غير مبرر فقط لأنهم لا يرغبون في مزيدٍ من المعاناة ... يغفرون زلاتهم ويتجاوزون عن هفواتهم لأن أرواحهم الملآئكية لم تعتد تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور لديهم صغائر ... ما أسرع دمعاتهم حين يستشعرون القلق وحين تبدأ هموم الليل زحفها المقدس نحوهم ... أتدركين يا صغيرتي ... أن حبة اللؤلؤ في إكليلك المقدس هي راهبة في زمن الفُجّار ... اعتزلت داخل صومعتها تكفكف دمع توبتها المسحوح على بساط العطاء ... فراحت تمنح الدفء للهاربين حولها من برد الجفاء لأنها الوحيدة التي تدرك معنى العطاء ... هي لا تنتظر مقابلاً لهذا المنح غير أن تحيا ما تبقى لها في بؤرة السلام ... وليتهم يدركون !!!
يا غالية الروح ... ليس من المدهش أبداً أن يترنح ناصعي البياض أمام الطوفان القاتم من الخوف ... الخوف من المجهول من غدٍ يحمل بين طياته قسوة أخرى وجفوة أخرى وإنكار جديد ... أنا لست بخير هذا ما يمكنني قوله حين أختلي بنفسي.
تعليقات
إرسال تعليق