يتمركز في الجنوب البرازيلي البعيد عن العاصمة، وتحديداً في المنطقة الحدودية المنفتحة الرخوة مع باراغواي وأورغواي وبوليفيا، تجار السلاح والمخدرات والدواعش الهاربون من سوريا ومناطق التوتر، وتشير قائمة الإرهاب الأمريكية الأخيرة، التي وضعوا فيها بعض الأسماء منهم محمد البدري، وأسامة عبد المنجي بكر، المقيم في مدينة بارانابي الجنوبية، تشير إلى جزء يسير ممّا يحصل، وهو أنّ داعش الآن في البرازيل.
عملية هاشتاج
حين وقع في 7 كانون الثاني (يناير) 2015 الحادث الإرهابي على صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية، صدر تسجيل من البرازيل يبارك العملية، ممّا لفت انتباه الأمن البرازيلي الذي كان يستعد لتأمين دورة الألعاب الأولمبية في مدينة "ريو دي جانيرو"، حتى توصلوا في مدينة "شابيكو" في ولاية سانتا كاتارينا إلى إبراهيم شيبون درويش.
تم القبض على إبراهيم شيبون، واعترف بعلاقته مع اللبناني أحمد الخطيب، أحد خطباء المساجد في مدينة سان باولو، وشخص آخر هارب خارج البرازيل، وهو "علي أشقر".
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2015 نشر الإرهابي "مكسيم هاوشارد" عضو داعش بموقع التواصل تويتر يقول: "البرازيل؛ أنت هدفنا القادم"، تم نشر الخبر بعد أحداث فرنسا، التي خلفت (129) بين قتيل وجريح، وأخذت الاستخبارات البرازيلية هذا التهديد على محمل الجد، وتأكدت المخابرات أنّ هناك اتصالاً بين خلايا برازيلية وداعش.
كانت المخابرات البرازيلية تراقب (100) شخص على مدار (24) ساعة، تشك بضلوعهم في التواصل مع داعش، وتأكدوا من وجود مجموعة على شبكة الإنترنت تُسمّى "المدافعون عن الشريعة"، وكانوا يخططون للحصول على أسلحة للقيام بعمليات في البرازيل وخارجها، رغم أنّ الدولة البرازيلية تعطيهم الحرية الكافية والأمان.
في 15 تموز (يوليو) تم القبض على الجزائري "أدلين هيشور" الذي كان بعمل باحثاً في معهد الفيزياء في الجامعة الاتحادية بريو دي جانيرو، وتم تسليمه لفرنسا، وقد حكم عليه بـ (5) أعوام لارتباطه بالدواعش.
يستغل داعش الآن البرازيل لعدة أسباب؛ أهمها القوانين البرازيلية التي تعطي الجميع الحرية للتعبير عن آرائهم، والمجال الكبير من الحرية الذي يستغله الإرهابيون، في استقبال رفقائهم، والعمل معهم في مشاريع تجارية، ثم حصولهم على الإقامة
في 21 تموز (يوليو) 2016 تم إلقاء القبض على (12) برازيلياً لاتهامهم بالترتيب لهجمات إرهابية خلال أولمبياد ريو دي جانيرو، كان من بينهم (2) ممّن درسوا بجمعية تبليغ الإسلام السلفية في الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، وهما Antonio Ahmed Andrade وsLevi Ribeiro Fernandes de Jesu، ويونس مصطفى الشيخ.
لماذا ينتقلون إلى البرازيل؟
يستغل داعش الآن البرازيل لعدة أسباب، وفق الشيخ الصادق العثماني في تصريح خاص لـ"حفريات"، أهمها هو القوانين البرازيلية التي تعطي الجميع الحرية للتعبير عن آرائهم، والمجال الكبير من الحرية الذي يستغله الإرهابيون، في استقبال رفقائهم، والعمل معهم في مشاريع تجارية، ثم حصولهم على الإقامة، لكنّهم يستغلون ذلك بطريقة خاطئة، ممّا سيعرض المسلمين فيما بعد لحصار شديد حال تنفيذ عمليات إرهابية.
وقد ازداد نشاط التنظيم بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وأماكن أخرى، ويشنون ما يُسمّى الجهاد الإلكتروني الطويل والسرّي، وقد أثبتوا فاعلية كبيرة خلال الفترة الماضية في التجنيد والاستقطاب.
ويستغلون، وفق الشيخ خالد رزق تقي الدين رئيس مجلس الأئمة بالبرازيل، في تصريح خاص، المناطق الجنوبية وبعض المنظمات التي تعمل تحت اسم الدعوة الإسلامية، ويستغلونها في الحماية والتمويل والشرعية.
نجح التنظيم مؤخراً في استغلال التيار السروري المنتشر في مساجد البرازيل في عمل هيكل متماسك، وإنشاء جهاز إعلامي فعال، ونشر الرسائل الإيديولوجية المستهدفة لتجنيد المتعاطفين وحشدهم
من ناحية أخرى، يستغل داعش الآن تلك المناطق الحدودية الرخوة، ويتعاملون مع المافيا والجريمة المنظمة التي تنقل المخدرات والأسلحة والمقاتلين مقابل حصولهم على الأموال، مثلما جرى مع أحمد الموزمبيقي، الذي تم القبض عليه بسبب تعاونه مع التنظيم في مدينة بارانابي.
وقد نجح التنظيم مؤخراً في استغلال التيار السروري المنتشر في مساجد البرازيل في عمل هيكل متماسك، وإنشاء جهاز إعلامي فعال، ونشر الرسائل الإيديولوجية المستهدفة لتجنيد المتعاطفين وحشدهم.
تعليقات
إرسال تعليق