القائمة الرئيسية

الصفحات

بالبلدي: هل ترتمي السعودية في أحضان “التنين”؟

 


يبدو ان تهديدت المسؤولين الامريكيين للسعودية لمعاقبتها على موافقتها، الى جانب روسيا، على خفض انتاج “اوبك +” مليوني برميل، لم تتحول الى قرارت حقيقية، خوفا من دفع السعودية اكثر في الوقوع في حضن التنين الصيني والدب الروسي.


بعد النبرة العالية للمسؤولين الامريكيين، الذي طالبوا بوقف التعاون العسكري مع السعودية، ورفض بيعها السلاح الامريكي، وسحب القوات الامريكية من السعودية، الا ان الذي تقرر بعد كل هذه التهديدات، كما ذكرت شبكة “أن بي سي” الاميركية ، أن الإدارة الأميركية ناقشت فقط إبطاء المساعدات العسكرية المقدمة للسعودية بما في ذلك تأخير تسليم شحنات من صواريخ “باتريوت”، وليس الغائها.


شبكة “ان بي سي” اضافت نقلا عن مسؤولين أميركيين، ان هذا الخيار ايضا لم يُحسم بعد، رغم وجود مسؤولين عسكريين يؤيدون الفكرة، لكن هناك من يرى ان العلاقة العسكرية بين واشنطن والرياض يجب أن تكون بمعزل عن أية إجراءات انتقامية.


في المقابل ردت السعودية على التهديدات الامريكية بمعاقبتها، بسلسلة من المواقف، منها ما اعلن عنه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان من أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيزور الرياض قريبا لعقد 3 قمم، وهي  صينية سعودية، وصينية خليجية، وصينية عربية، وتقرر ان تناقش القمم الثلاث القضايا المرتبطة بالطاقة والاقتصاد، وقد تشهد القمم ايضا التوقيع على اتفاق للتجارة الحرة بين الصين والدول الخليجية.


العارفون بدهاليز السياسة السعودية، يرون ان القمم الثلاث سوف لن يصدر عنها قرارات تستفز امريكا، وان الرياض لن تضحي بعلاقاتها التاريخية مع واشنطن، وكل ما يقال عن نية السعودية الانضمام الى تكتل “البريكس”، بيع سندات خزانة  امريكية تمتلكها، او بيع نفطها باليوان الصيني، اوالتخلي عن السلاح الأمريكي، ليس سوى ورقات ضغط ، تمارسها السعودية من اجل إجبار الرئيس الامريكي جو بايدن ان يتعامل مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان باحترام اكبر، والاعتراف به بانه الحاكم الفعلي والمستقبلي للسعودية.


من الواضح ان ردة فعل السعودية، قللت من نبرة التهديد الامريكي، ودفعت المسؤولين الامريكيين، ان يتريثوا في اتخاذ اي قرار ضد السعودية، على الاقل في الوقت الحالي، بانتظار ما سيتمخض عنه اجتماع “أوبك”” المقرر ان يعقد في كانون الأول/ديسمبر.


اغلب المراقبين للمشهدين الصيني والسعودي، يؤكدون على ان الصين لا يمكنها ان تحل محل امريكا، فهي لن تستطيع مثل امريكا ان توفر الحماية للسعودية على حساب دول أخرى في المنطقة، تربطها مع الصين علاقات وثيقة، لذلك نرى الصين تعتمد سياسة قائمة على حل الخلافات بين دول المنطقة عبر الحوار. لذلك ستفضل السعودية توثيق علاقاتها الاقتصادية مع الصين، والابقاء على علاقاتها الامنية والعسكرية مع امريكا على الاقل على المستوى المنظور.


ما ذهب اليه المراقبون، من ان لا امريكا تضحي بالسعودية ولا السعودية يمكنها ان تتخلى على امريكا، اكدته الوقائع، فبعد كل التهديدات المتبادلة بين امريكا والسعودية، لم تخفض امريكا مبيعاتها من الاسلحة الى السعودية، ولم تقر مشروع “نوبك” لمعاقبة “اوبك”، وفي المقابل لم تبع السعودية سندات خزانة امريكية تمتلكها، ولم تنضم الى “البريكس” ولم تبع النفط للصين باليوان الصيني.

author-img
صحفى يغطى الاخبار والاعلام

تعليقات

التنقل السريع