مسلسل الرحايا
المسلسل يشجع الرجل على الزواج من عدد نن النساء ويدعم تسلط الرجل على المرأة، ويظهر عقوق الوالدين في الصعيد وهذا مخالف للواقع.
يزيد أهمية دراسة الدراما أن تأثيرها لا ينتهي بانتهاء المشاهدة، فشهرة المسلسلات تقوم على تقييم وتعليق الأفراد عليها، وانتشار مثل هذه المناقشات عن العمل يغير إدراك ووجهات نظر الأفراد حول القضايا التي تطرحها تلك المسلسلات.
لذا فالدراما قادرة على تغيير نمط حياة الجمهور، بل تتجاوز ذلك وصولاً لقبول وتبني الثقافة التي تقدمها، ومشاهدتها تؤدي بالفرد للشعور بالعزلة، وعدم السيطرة على الذات، والتناقض والتطرف، والشعور بالحدة ، والازدراء والاستخفاف والتبلد، ومثل هذه التأثيرات ترجع إلى أن الدراما تجعل الموقف يبدو أكبر مما هو عليه في الواقع، وتقوم على الإفراط في وصف الموقف.
هذا الإفراط الذي تمارسه الدراما وبالأخص الدراما الصعيدية يجعلها تقدم صورة سلبية للصعيد مغايرة تماماً للواقع، حيث الأمية والجهل، والمهن غير الأخلاقية التي تتمثل في الاتجار في الآثار والمخدرات والسلاح. بل إن مشاهدة مثل هذه الأعمال الدرامية تجعل المشاهد يقارن بين الواقع الذي يعيشه وما يشاهده، وهذا له أثر سلبي على درجة رضا هؤلاء الأشخاص عن حياتهم، فالدراسات تؤكد أن من يشاهدون التلفزيون أقل من نصف ساعة يومياً يرضون عن حياتهم أكثر من أولئك الذين يقضون ساعات أكثر أمام التلفزيون.
مسلسل الرحايا يقدم لنا عقوق الوالدين في الصعيد في أبهى صوره، وهذا بالكاد يكون مستحيلاً في الصعيد إلا بعض الحالات الشاذة أو النادرة، خلافاً لمناطق أخرى غير الصعيد تنتشر بها ديار المسنين،
فنري أبناء إنقلبوا على أبيهم، وأب يكره أولاده، بل ويمد يده ويضرب أبناءه المتزوجين، وهذا شئ مخالف تماماً للواقع في الصعيد، عندما يكبر الطفل يكن ليه والديه الإحترام والتقدير.
وللأسف يتابع المجتمع الصعيدي تلك المسلسلات دون أن يعلم أنها تشوه صورة الصعيد، وتقدم صورة مخالفة للواقع الذي يعيشه الصعايدة، منبع الذوق الرفيع، والأصول والعادات.
تعليقات
إرسال تعليق