القائمة الرئيسية

الصفحات

أقلام ومبدعون...يحتفى موقع جريدة اليوم الاخير، بملكة السرد الحكاءة الروائية الأديبة جمالات عبداللطيف

 


يحتفى موقع جريدة اليوم الثامن، بملكة السرد الحكاءة الروائية الأديبة جمالات عبداللطيف محمد بنشر إحدى قصصها القصيرة المتميزة " والبنون". وذلك بمناسبة موافقة وزارة الثقافة على تجديد منحة تفرغها فى الرواية،. للعام الرابع على التوالى.

دام الإبداع والتألق ملكة السرد الجميل *

والبنون

ـــــــــــــــــــ

ولليوم الثالث على التوالي ترقد في وسط السرير جثتي

.جحافل النمل تتكدس بين أصابع كفي وقدمي ، تحمل فتات من لحمي المهترئ وتمضي في دأب إلى مساكنها، وكتائب من الذباب يطن ويحوم حول عيني ، ويقف على باب فمي الموارب ، كان يتوجب علي أن أغلق فمي عند رؤيتي لملك الموت يتقدم بخطواته الثقيلة نحوي ، ليقبض روحي. كان علي أن أكون فطنة ولا أفتح فمي ربما هممت لأقول شيء ، لأستأذنه مثلا" أن أهاتف ابنتي؟ ..أو ربما لهول المشهد ما جعلني أفتح فمي فزعا" ورعبا .. ربما

.الملكان اللذان كانا يسجلان كل كبيرة وصغيرة تصدر عني يقفان الآن على مقربة مني ،يومضان من وقت لآخر، يقلبان النظر بين أوراقي المملوءة بجهالتي وبيني ، ويزفران باسى .

. البكتريا تتكاثر بداخلي ، تلد كائنات تسعى بنهم شديد في أمعائي، ورئتي ، ومعدتي ،وكبدي ..يدي الطيفية لا تملك الزود عني

. من وقت لآخر يدق هاتفي ..قد تكون ابنتي تتصل لتطمئن علي ولتعتذر عن عدم المجيء ، لا شك أن لديها ما يشغلها ،عملها ، وبيتها وزوجها وأولادها ..طال مرضي على أية حال ،وكثر اعتذارها

. في الساعات الأولى من هذا الصباح كان هناك من يطرق بابي تمنيت أن تكون لدي القدرة لأصرخ مستغيثة بالطارق ،،لكني أصبحت كائنا" طيفي أقل حجما" من تلك الفراشة التي تقف على إطار صورة زوجي، تمنيت أن يكون الطارق ابنتي لتأخذ ذلك الحلي الذي يغوص الآن في ثنايا يدي المنتفخة، ولتأخذ ما اد خرته من معاش والدها، لتأتي لي بلفافة من القماش الأبيضت وبعض المسك وزجاجة عطر تضمخ بها جثتي ،وتواري سوأتي قبل أن تفوح رائحة الموت وتنتشر؛ فيفزع الجيران المقربون مني .

. ساعات النهار تتآكل وتزداد جثتي انتفاخا" فأين أنت يا ابنتي ؟

. كثيرون الآن يدقون بابي. هل لاحظ الجيران غيابي ، واختفاء صوت سعالي ؟أم أن ما أخشاه قد حدث، وتسللت رائحتي إلى الخارج لتعلن عن موتي ؟

الآن يقتحمون شقتي ، كثيرون أتوا ..يهزون رؤوسهم بأسى ويمسكون بأنوفهم خشية أن تتسلل رائحة الموت إلى صدورهم

.تقدمت امرأة كنت أعينها بما يتوفر لدي من ملابس وبعض الأطعمة ، تقدمت من سريري وألقت بنصف الملاءة فوق جثتي .

. كثيرة هي الوجوه التي تأتي وتلك التي تغادر، ليس بينهم وجه ابنتي .. أين ابنتي؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة / جمالات عبد اللطيف محمد

author-img
صحفى يغطى الاخبار والاعلام

تعليقات

التنقل السريع