المسلسل ده مش بس صورة جميلة و ديكورات و تصوير و كادرات مدهشة ..
لكن قيمة و سجالات فكرية و فلسفية تكاد تفوق في الإبهار الصورة الجميلة للعمل ..
في "جزيرة غمام".. الكثير من الإسقاطات .. على الكون .. على مصر .. و على كل مجتمع نزل عليه الغمام .. و عمى بصيرته .. و جعله سهل الانقياد .. و مافيش حاجة ممكن تحميه من "الزوبعة"..
"العجمي" اللي بيمثل السلطة ..
"البطلان" اللي له نصيب من اسمه و بيمثل الفساد ..
"خلدون" الشيطان الخالد إلى يوم القيامة ..
"العايقة" الغواية و الدنيا الجميلة المتزوقة ..
رجال الدين باختلاف مذاهبهم و أفكارهم ..
"عرفات" العارف بالله المتصوف ..
"يسري" اللي بيحكم بالهوى ..
"محارب" المتشدد اللي بينظم جماعة مسلحة و بيحاول يفرض شرع الله بالقوة ..
تقدر تسقط الشخصيات و الأحداث على مصر .. و على التيارات الدينية وصراعها مع السلطة .. و الغزو الفكري اللي جاي من البحر و بيحاول يفرض نفوذه على الجزيرة ... و تقدر كمشاهد عادي تتابع الحدوتة الجميلة بتفاصيلها .. و دي روعة العمل اللي بتعدد فيه مستويات التلقي .. و بيتميز بلغته و مفرداته و عالمه و إيقاعه الخاص ..
في أغسطس الماضي .. الرئيس السيسي أعلن دعمه الكامل للكاتب عبد الرحيم كمال لتقديم عمل درامي .. عن تجديد الخطاب الديني و عن أزمة الوعي .. و كان الدعم ده نتاجه عمل مميز هيعيش كتير .. اسمه "جزيرة غمام"..
مخرج متمكن من أدواته و قدر يوظف الديكور و الملابس و الإضاءة و كل شيء لخدمة رؤيته ..
الموسيقي التصويرية و خصوصاً تتر النهاية الرائع ..
و صوت علي الحجار ب تتر البداية
(حَط الغمام على الجزيرة / بَدَّل هواها و طباعها / دار عالنفوس الفقيرة / بالذل و الخوف طبعها)
شكراً لكل حد ساهم في تقديم العمل بالاتقان ده
تعليقات
إرسال تعليق