القائمة الرئيسية

الصفحات

قضاء مصالح الناس متعة يستشعرها «الصائمون»

 


كتب : رفاعي البرديسي

خدمة الناس وقضاء مصالحهم (تطوعا) متعة وشعور طيب لا يستشعره إلا أصحاب النفوس الطيبة التى تتعب ليستريح الآخرون وتسهر لينام المتعبون وتجتهد ليفرح المكروبون ، فما بالنا إذا كانت هذه المصالح والخدمات تقتضيها واجبات وظيفة أو مهنة معينة يأخذ عليها الموظف أجرا ؟ّ! وماذا لو كان ذلك فى شهر الصيام الذى تعظم فيه الأجور وتتضاعف الحسنات ؟!.
فالعبادات فى الاسلام ليست شعائر تؤدى فقط ولكنها موجهات للانسان إلى طريق الله ومراقبته فى السر والعلن والاحسان الى كل مفردات الطبيعة والكون والحياة. وعلى من يعمل بمهنة يأخذ عليها أجرا، عليه أن يلتزم بواجبات هذه المهنة من مراقبه الله ومراعاة وقت العمل والتعامل مع حوائج الناس بكل أريحية وإقبال، وإذا كان فى رمضان فمن باب أولى أن يؤدى ذلك دون كسل أو تقاعس، أو حتى العبس فى وجوه من حوله بحجة أنه صائم
بل الواجب على المسلم ـ إذا كان صائما حقا ـ أن يكون واسع الصدر، إذ التعامل مع الجمهور من الأمور التى تشق على ذوى النفوس الضعيفة والهمم، لما يقتضيه من صبر وأناة وأمانة ونحو ذلك، لذا فالقائم على هذه المهام بالوجه الذى ينبغى لاسيما فى رمضان ـ كان (صائما) حقا، وهنا يفرح بما قدم ويستشعر لذة الصيام، لأنه يراقب الله فى تعامله مع الناس.
فالصوم لم يكن أبدا دافعا للكسل وإهمال العمل، وكيف ذلك وقد حارب الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابة فى غزوة بدر فى شهر رمضان وانتصروا.. ومعلوم أن الحرب هى أشد الأعمال، وحارب المسلمون كثيرا فى رمضان عبر التاريخ الاسلامى المديد فى رمضان وهم صائمون وانتصروا ولم يقلل الصوم من نشاطهم بل كان الصيام دافعا ومحفزا لهم على الصبر والبذل والنشاط والثبات .

author-img
صحفى يغطى الاخبار والاعلام

تعليقات

التنقل السريع