يكتبها . شحات خلف الله المحامى بالنقض والإدارية والدستورية العليا وعضو اتحاد كتاب ومحاضر مركزى بالهيئة العامة لقصور الثقافة
(فأكله الذئب) عنوان من مقطعين الأكل اي النهش والافتراس وتدنيس الشئ المتكامل الفطرى السليم سواء كان هذا الأكل بصورة مشروعة أو غير مشروعة حسب العرف والتقاليد الموجودة في المجتمعات ومن حرف (الفاء) قبل الأكل نجد السرعة فى الأقدام والأنقضاض وهى مرتبطة بذهن الكاتبة وخلفيتها الإيمانية من قول الله تعالى عن القرب فى الدعاء (فأستجبنا) ونصل إلى المقطع الثاني وهو (الذئب) ومن المعروف ان الذئب مشهور عنه مهاجمة البشر وكثيرا ما يتم تناول العنصر الذكورى السئ عندما يتعرض للأناث بأنه ذئب من الذئاب البشرية لنصل من المقطعين فى هذا العنوان أمام حالة من حالات الأعتداء بين الجنسين الذكورى والأنثوى .
والسؤال هنا هل سنجد فى الغلاف ما يحوى الأجابة ذلك المحور الثانى من هذه القراءة .
■ الغلاف
لا أملك الا الإشادة بهذا التصميم الرائع الهادئ والمريح للعين البشرية فأنا أمام طفله صغيرة تمثل عنوان البراءة والأنوثه فى نفس التوقيت وهى هائمة فى ملكوتها الخاص ومعها صورة أحد الذئاب وهى من الذئاب البيضاء التى تستوطن القطب الشمالي ومتميز عن بقية الذئاب فى لونها الأبيض الذى لا يتغير مثل بقية الألوان الرمادية وغيرها ومتميز ايضا بشراستها ومهاجمتها وهنا يدع المصمم المجال للتكهن ووضع الاحتمالات أمام القارئ فى الرحلة التى قام بحجزها بمجرد الإمساك بدفتى الرواية ويدفعه دفعا إلى الولوج فى رؤية المضمون وخصوصا معرفة المجهول فى هذا الصراع بين الطهر والخبث ولكن سؤال يطرح نفسه بمجرد الأمساك بهذه الرواية هل لذلك صلة تاريخية بذئب سيدنا يوسف الذى تم اتهامة ظلما فى سيدنا يوسف غليه السلام عندما قام أخوته بمحاولة التخلص منه بدافع الغيرة؟!
الكاتبة كشفت اللثام عن هذا فى الغلاف الخلفي وسبقت القارئ بخطوه وقالت(ذئب سيدنا يوسف ظل أيقونة لمن ظْلم وأتهم بالباطل على مر التاريخ لكن التاريخ نفسه ملئ بمثل هذا الظلم ومثل هذه الاتهامات ..... كان ذاك الذئب المظلوم الذى اتهم ظلما هو الملهم لى فى سرد روايتى التى تختلف تماماً قصتة الاصلية لكنها تتفق تماما فى الظلم والغدر ورمى التهم بالباطل ).
وهذا ربما من وجهة نظر الكاتبة تشويق لرؤية المضمون وان كنت أرى انه لا حاجه له فى الغلاف الخلفى كونه يرسم الانطباع المسبق والبحث عن من هو الغادر والخائن بين أبطال الرواية وافتراض ان الجميع يتسمون بالغدر والخيانة .
■ الأهداء
رحمة الله على المتوفية جدة الكاتبة فقد كان الأهداء فى الرواية وارتباطها بها دليل صارخ على تمسك الكاتبة
بالاخلاقيات والتقاليد الطاهرة فى المجتمعات البكر التى لم تطمثها تقلبات الزمن المعاصر واجادت فى توصيف الزمن البكر فى مجتمعاتنا بقولها حصون الذكريات الطيبة وصاحبة العزة والكبرياء واخر ما تبقى من البركات والتى كانت تهرع اليها لإخبارها بإنجازتها الروحية والعلمية منذ نعومة أظفارها ومع الاهداء والتصميم والعنوان نجد أنفسنا أمام رواسخ شامخة طاهرة وبريئة فى شخصية الكاتبة لننتقل من خلالها إلى المضمون .
■ المضمون
بداءت الرواية بأستهلال يحوي المضمون الخلفى للغلاف الخارجي وربما يعبر عن حالة شعورية لدى الكاتبة فى تبرئة الذئب من الخيانة وإثبات ان الغدر والخيانة من داخل النفوس الخبيثة ولا يشترط وجود شماعة خارجية يتم الاعتماد عليها عند التعرض للنكبات والمصائب.
الكاتبة اجادات التوصيف والتصوير المجسم للأماكن والأحداث والغوص فى عمق شخصيات الرواية حتى تكاد تشعر انك تعرف من هى دنيا ، مصطفى ،إيناس، وحيدة،عادل ، سميه ، اماني ، واياد وغيرهم من شخوص الرواية .
الرواية بالفعل اجتماعية وتكاد تكون موجودة فى معظم المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج والرومانسية فيها تسير جنبا إلى جنب مع الأحداث حتى وان كان الغدر والخيانة والظلم اهم العناوين فى الرواية لكن التعبير عن الرومانسية وعلاقة الصداقة بين إيناس ودنيا وبقع النور فى الذكريات ومحاولة اظهار ان الانقياء يبحثون عن بعضهم البعض وتسهيل التواصل بين مصطفى ودنيا ومدى اللهفة والشوق وكذلك النهاية السعيدة بين إياد وايناس والأمل القادم فى الغد بوجود جنين يتكون فى الارحام يحمل اسم مصطفى .
تعمدت عدم الخوض فى الحديث عن المضمون كثيرا والاكتفاء بالقاء بعض الملامح حتى ادع للقارئ الغوص فى الأحداث متمنيا من كل قلبي التوفيق لأبنتي غادة مايز دوام التوفيق والنجاح الدائم ان شاء الله فى حياتها وموهبتها واسرتها الكريمة وزوجها الحبيب الذى اعتز به
تعليقات
إرسال تعليق