يعني لما تشوف فيلم خفيف بيعرض قضية التأخر في الزواج و إزاي العلاقات أصبحت مادية جداً بعدين تلاقي في النص علاقة جنسية غير شرعية بين البطل و بين واحدة يعرفها بتروح الهند و بتتكلم عن الطاقة و المشاهدين في الآخر مابيركزوش في التفاصيل علشان الفيلم ظريف و القالب بتاعه بسيط.
يعني لما تشوف فيلم تاني كوميدي و فيه مثلاً علم قوس قزح (بتاع الشواذ جنسياً) ضمن تفاصيله و الناس مايركزوش فيه برضه بكونه جزء لا قيمة له في الفيلم ضمن أحداثه الكثيرة المضحكة.
البروباجاندا أو الإعلام عامةً بيركز في نشر القضايا المرفوضة من خلال عرضها بشكل عابر داخل التفاصيل بحيث أن العين ماتركزش عليها و ماتعرفش تعارض وحودها لكونها تفاصيل غير مركزية. و مرة في مرة بتكبر التفاصيل دي و تاخد وقت عرض أطول لكن بعد ما تكون عين المشاهد اتعودت عليها و ماباقاش عنده مشكلة كبيرة معاها. حتى الألفاظ إللي بيتم عرضها داخل السياق بتدخل من نفس الباب.
على فكرة في السينما الأمريكية ذاتها لو حد ركز في أفلام الخمسينات و الستينات هايلاقي فرق كبير جداً في المشاهد الغرامية و ملابس النساء و الألفاظ و القضايا المعروضة عن أفلام السبعينات و أنت طالع.
إللي بيحصل هو إن المد الثقافي المُغاير بيعمل حسابه على العقلية البسيطة للمشاهد إللي رايح يتسلى مش رايح يعمل دراسة ولا ماچيستير على الفيلم و علشان كدا المؤسسات إللي بتقيِّم الأفلام في أمريكا (و في مصر بدأت تظهر مؤسسات شبيهة) بتعمل كل سنة تقييم بالأرقام للقضايا إللي بتهتم بعرضها و نشرها على الوعي الجمعي للمجتمع و في التقييم بيتم عرض الدقائق إللي عرضت القضايا دي داخل المادة الإعلامية و مدى وضوح العرض.
إحنا ماصحيناش الصبح لقينا الأفلام بتتكلم عن العلاقات الجنسية ولا بتعرض الألفاظ البذيئة ولا السلوكيات المنحرفة، لكن عرض المسائل دي بشكل بسيط في البداية و كأنها قضايا مجتمعية دفع المجتمع نحو الإعتياد عليها.
من النماذج إللي مضطر إني أذكرها لتوضيح الفكرة كان فيلم "سهر الليالي" سنة ٢٠٠٣ إللي عرض من ضمن القضايا قصة واحدة متزوجة و كانت مش راضية بعلاقتها الجنسية مع جوزها إللي بيسافر و يسيبها وحدها فترات كبيرة و اتعرفت على واحد في فندق و كانت هاتغلط معاه.
نموذج تاني كان فيلم "حين ميسرة" في ٢٠٠٧ إللي لأول مرة عرض علاقة جنسية أنثوية شاذة و فيلم "عمارة يعقوبيان" في ٢٠٠٦ إللي عرض علاقة جنسية شاذة بين اتنين ذكور.
و نموذج فيلم "فيلم ثقافي" في ٢٠٠٠ إللي كان في قالب كوميدي بيحكي قصة مجموعة من الشباب طول الفيلم هدفهم أنهم يتفرجوا على فيلم بورنو.
مش بانكر أن كل قضية من دول في ذاتها لها وجود داخل المجتمع و لكن مش كل القضايا دي وجودها متساوي مع بعضها. المأساة الأكبر أن الأفلام دي بتعرض القضايا من غير حلول لمجرد كسر حاجز الرفض عند الجمهور و السبب عندها إنها بتعرض قضايا مجتمعية. فهل كل قضية مجتمعية أو حادث نعملله فيلم ؟
و خلينا نسأل سؤال من واقع التاريخ. هل عرض القضايا دي عبر الزمن في الأفلام قدم حلول و قضى عليها مجتمعياً وللا نشرها و عوِّد الناس عليها و خلاهم مايستغربوش و هما بيسمعوا عنها في الحقيقة ؟
هل الحل إننا نعوِّد المجتمع بكل شرائحه على القضايا دي وللا الحل إننا ننشيء مؤسسات مدنية تضغط على الهيئات الرسمية للقضاء على الظواهر المسيئة الغريبة في المجتمع زي ما بنشوف النهاردة المؤسسات النسوية إللي بتحارب علشان يكون للمرأة تواجد أكبر في مؤسسات الحُكم و مؤسسات الدولة و البرلمان و يكون في قوانين بتحميها زي قوانين منع التحرش و غيرها ؟
لية مش شاطرين أوي كدا غير في القضايا النسوية و مش بنشوفكم في القضايا السلوكية إللي المجتمع بينهار بسببها كل يوم عن التاني ؟ وللا هي مقصودة ؟
وللا منهجكم أن البذاءة حرية شخصية و حق لكل فرد ؟
آخر نموذج : مشاهد الشخصية الشاذة في فيلم والت ديزني الأخير "الجميلة و الوحش" و إللي جميع الدول العربية زي الإمارات و الكويت و قطر و الأردن منعت عرضه و إللي الشركة اعترضت على حذف أجزاء منه حسب طلب هيئة الرقابة الماليزية بيتعرض النهاردة في مصر و الناس بتروحه لأنه فيلم أطفال و الأطفال مش هايركزوا و ماتكبروش الموضوع كدا أوي. والت ديزني رفضت قص ٤ دقائق و نصف من فيلم مدته اكثر من ساعة و نصف لأنها قضية عندها و مبدأ و إحنا بنودي ولادنا الفيلم و بنخرج مبسوطين لأننا فقدنا كل القضايا و أصبحنا بلا مبدأ.
الإعلام سرطان .... إحذروه أو إنتظروا نتيجته بعد حين.
تعليقات
إرسال تعليق