القائمة الرئيسية

الصفحات

منشور للتاريخ ...عروس تزف إلى قبرها بقلم ابراهيم الخطيب

 

كان عمرها طاقة ازهار تسمى أيام كما قال الرافعى فى وحى القلم تلك الأيام التى تعمل فيها الطبيعة وشبت العذراء وافرغت فى قالب الأنوثة واليوم الواحد على الدنيا هو أيام مختلفة على أيام أهل الدنيا جميعا ولهذا يعود كل مخلوق سر يومه كما أن لكل مخلوق سر روحه وفى الحياة أشياء مكذوبة تكبر الدنيا وتصغر النفس ويا عجبا لاهل السوء المغترين بحياة لابد أن تنتهى وماذا يرتقبون إلا أن تنتهى حياة عجيبة غامضة وهل أعجب واغمض من أن يكون الانسان الى آخرها هو أول فكرة فى حقيقتها تحين الدقائق المعدودة التى لاترقمها الساعة ولكن يرقمها صدر المحتضر عندما يكون ما يملك الملوك كالتراب لا يشترى شيئا ما اتعب الانسان حين تتحول الحياة عن جسمه إلى الاقامة فى فكره وما هى الهموم والأمراض؟هى القبر يستبطئ صاحبه أحيانا فينفض فى بعض ايامه شيئا من ترابه فيا لله من أسرار الموت ورهبتها فرغ جسمها كما فرغت عندها الأشياء من معانيها وتخلى هذا الجسم عن مكانه للروح تظهر لأهلها وتقف بينهم وقفة الوداع ولها ابتسامة غريبة الجمال إذ هى ابتسامة الام أيقنت انها موشكة أن تنتهى مشى معى الناس فى جنازتها هم يمشون إلى آخر الطريق وانا امشى إلى اول همومى فرحمة الله عليها

تعليقات

التنقل السريع