كتب : شحات خلف الله محام بالنقض وعضو اتحاد كتاب مصر
تحدثنا في الحلقة الأولى من السلسلة عن التواصل الاجتماعي وموضوع التسول العاطفي ومنشورات التعازي والمواساة والتهنئة بالمناسبات ونتناول اليوم الحلقة الثانية والتى تمخضت فكرتها من منشور الشاعر الانيق والمهندس الراقى الحبيب Hossam Arby .
و قد طرح تسأول عن مفهوم الأخوة الحقيقية من ناحية الدم
وقمت بالرد علي المنشور حسب المفاهيم الموجودة فى الواقع او المقرؤة فى كتب وسير السابقين وذكرت ان المتتبع للرسالات السماوية من لدن آدم علية السلام وصولا لسيدنا محمد رسول الأمة كاشف الغمة يجد ان الأخوة الحقيقية هى إخوة الدين والرسالة فالأنبياء والرسول بينهم رابط الاخوة الإيمانية حتى ان رسولنا الكريم كان يقول اخى موسى وآخى عيسي والكثير من الآثار الدالة على ذلك حتى فى رحلة الإسراء والمعراج و رغم ذلك تم ذكر الأخوة من النسب او الدم فى حالة الغيرة وقتل الاخ لاخية فى قصة ولدى آدم عليه السلام قابيل وهابيل والحالة الثانية عندما كان هارون عليه السلام رسول لسان الرسول موسي عليه السلام لفصاحة اللسان وبلاغة واطلاق اللفظ.
وعرفت الأخوة من ناحية الدم بان تجد فيه السند وقت الشدة والحنو وقت القسوة وبذل الروح والنفس والمال عند النوازل والتفاني من أجل الاسعاد وهيهات ان تجدها فى الوقت الراهن تحت سطوة المال وسوء الاختيار فى الزوجات وحب النفس المتوارث بسبب الضياع الاخلافى والروحي واطماع الدنيا الزائفة .
يحضرني هنا مّا ورد في نفع الناس، وكشف كربهم حديث النبي ﷺ : (من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ. ومن يسّرَ على معسرٍ، يسّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ. ومن سترَ مسلمًا، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ. واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه) رواه مسلم
ما أروع هذة الصفات والخصال اذا اجتمعت تحت سقف بيوتنا بين الأخوة والأخوات لكن الواقع يحمل الكثير من الصور التي تظهر للعلن فى النفور والنشوز والتباغض والشحناء بل ان الأخوة ربما لا يلقون السلام على بعضهم البعض ويتمنون زوال النعمة من بعضهم البعض بل ويوصون ابنائهم بمقاطعة اعمامهم واخوالهم والأسباب دوما تافهة ولا تستحق مجرد التفكير فيها.
ورغم تلك الصور حالكة السواد هناك إخوة عن طريق الدم تحمل الكثير من الصور والمشاعر الجميلة التى تعبر بصدق عن مفهوم الاخوة واني اعلم اشخاص واخوة اذا اجتمعوا على مائدة طعام واحد لا يقوم الأخ الأصغر بوضع اللقمة فى فمة قبل ان يرى أخية الأكبر يقوم بوضع اللقمة قبله وكذلك هناك الكثير من الاخوة الصغار يقبل ايادى اخوتهم الكبار عند رؤيتهم بعد غياب لينطبق عليهم عنوان المقال فى السلسلة "إلا ما رحم ربي" .
الفارق بين الصورتين وهما نفور البعض وحميمية البعض هو التربية الأسرية والإجتماعية والثقافية التى ينشأ فيها هذة الانماط البشرية المختلفة وهو يرجع إلى التربية الروحية والأخلاقية والدينية التى تنتج عن زواج اسرى موفق عنوانه الاختيار السليم على أسس روحية وعقائدية لازواج وزوجات تعلمن فى مدرسة الرحمن أسس التراحم والتراحم واقولها ليست كل الصور حالكة لكن هناك ما رحم ربي وليتنا نتعلم ان التنشئة هى المعيار فى الصور الظاهرة في المجتمعات وما نغرسة فى أطفال اليوم سيكون هو حصاد الغد فى العلاقات
وإلى لقاء فى الحلقة القادمة ان شاء الله
تعليقات
إرسال تعليق