منذ خمسة عشر يوما فتح باب الترشح للعمودية الخاصة ببلدنا ونصحني البعض بالتقدم بأوراقي كرغبة في شغل هذا المكان وكي أكون منصفا بنسبة ٧٠ ٪ كان هناك تأييد في ذلك وهذه النسبة ليست مقتصرة على عائلتي كانت لهم وجهة نظر والنسبة الباقية لم تؤيد ذلك القرار ولهم وجهة نظرهم التي تُحترم ومجموع النسبتين أعلم علم اليقين أنهم يريدون المصلحة العامة أولا ومصلحتي ثانيا.
وفي هذا المنصب لابد من تقديم وترجيح كفة المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.
ومن ناحيتي كانت وجهة نظري المقتنع بها أني عايشت وتعايشت مع فترة ليست بالقصيرة مع هذا المنصب مع عمي العمده عطا ابو عيسى رحمة الله عليه فكانت وجهة نظري الشخصية الحقيقية التي احترم من خالفوني إياها أن هذا المنصب أمسينا منذ زمن على دراية بشِعابه خاصة في تلك الأيام وذاك الزمن ليست مهمة سهلة أو يسيرة لكنها ثقيلة وسبب هذا الثُقل نتيجة للتغيرات التي طرأت بشدة في مجتمعنا الذي يحاوطنا يوميا من اختلافات في الرؤى ولكنها اختلافات ناتجة عن تعمّد الاختلاف وليس اختلافا حقيقيا ناتجا عن قناعة داخلية.... وظواهر كثيرة دخيلة على مجتمعنا الحالي من أهمها انحدار توقير الكبير الذي يحاول عن رغبة حقيقية رتق أي مشكلة وقلّة الترابط وعدم السعي لتغيير مفاهيم الترابط القبلي سواء على حق أم باطل وتغيير ذلك إلى ترابط مجتمعي وليس ترابطا قبليا يقوم على العصبية وأشياء أخرى كثيرة لا يتسع لها المجال....
- والنقطة الأهم أنني لم يكن في ذهني أن أقوم بكتابة هذا المنشور ولكن سببه هو أن البعض من الأصدقاء أرسل لي رسائل ومهاتفات بأني قدمت أوراقي كما قال لي أحدهم أنني قدمت أوراقي ( ف الخباثة)... وتعجبت من كلامه والبعض الآخر منهم قالها بشكل غير مباشر لذلك لزم التنويه على العام أنني ما تعودت أن أقول شيئا وأفعل شيئا مغايرا في الخباثة _ بعضهم كان يتصل يوميا لمعرفة حقيقة الأمر... لذلك أقول هنا أشكر من قالوا لي تقدم بأوراقك وأشكر من قالوا لا ولكن قناعاتي حينما تحتار في أمر ما فعليك باستشارة رب الناس وهي صلاة الإستخارة وبعد صلاة الإستخارة أحسست بفتور شديد تجاه الموضوع وعدم رغبة حقيقية لذلك الأمر... وأيضا إن كان لي حق النصيحة للعمدة القادم وجميعهم شرفاء أجلاء أستئذن كبيرهم سنا وأهمس في أذن من هم بعمري .
- لابد للعمدة القادم أن يدرك جيدا أن هناك تغيرات مجتمعية وأخلاقية وأن يأخذ من السابقين رشدهم مع مراعاة اختلاف الأسلوب بمعنى أدق أن يستلهم المبادئ العامة من الذين سبقوه وفي نفس الوقت أن يعالج المشكلة بأسلوب عصري يتوائم مع مجريات العصر الحالي بما لا يحيد عن الحق
وكلمة الحق إن قيلت بكياسة وفطنة ومرونه أفضل من كلمة حق تُقال كضربة حجر وهذا مع اختلاف الشخصيات منهم من يستلزم أن تقول له الحق بكياسة وفطنة ومرونة ومنهم من تقول له الحق كضربة حجر...
وأخيرا قراري الأخير لن أتقدم بأوراقي لهذا المنصب عن قناعة شخصية وأرجوا عدم ارسال رسائل تخص هذا الموضوع أو مهاتفات تخصه أيضا...
وفق الله العمدة القادم في مهمته!
تعليقات
إرسال تعليق