ليس مجرد داءً يصيبنا من حفنة أطعمة نتناولها بنهم اللاوعي والإفراط ... بنظري التُّخَمَةُ حالة من التشبع لا تخلو حياتنا منها .. منَّا من يحسن التعايش معها ومنَّا من يتقبلها كُرهاً على كُره ... ولا يستطيع أن يتناولها بمعطياتها ... والتُّخَمَةُ أراها أنواع متعددة تختلف باختلاف الأعمار والمستحدثات فمنها تُّخَمَةُ اجتماعية وتُّخَمَةُ فكرية وتُّخَمَةُ عاطفية شعورية إلى ما لا نهاية من التُّخَم ... التي تستنزف أرواحنا وأعمارنا لنجد أنفسنا وقد سُرِقَت لذّات حياتنا منّا دونّما أدنى مقاومة ... قوائم أصدقاء تحمل ألوفاً في الحسابات الافتراضية توتير ... فيسبوك ... إلخ.
لا تجد منهم من يفتقدك سوى عدد لا يتجاوز كف يدك الواحدة هو بذاته تُّخَمَةُ ... ازدحام قنواتك الاجتماعية بمناسبات لا حصر لها تحت غطاء التجمل تُّخَمَةُ... هاتفك الذي يحمل ١٠٠ تطبيق لا تستخدم منهم ٥ تطبيقات يعاني أيضاً من التُّخَمَةُ... قائمته التي تحوي ١٠٠٠ اسم هي قائمة أيضاً مُتخَمَةُ ... صدرك الذي يجيش بكل تلك المشاعر المتضاربة السلبي منها والإيجابي هو يا عزيزي مُتخَم... قلبك هذا المنهك المتهالك بين الإفراط والتفريط هو المسكين أيضاً مُتخَم ... الفارق أن الألآت قد تُعَمّر بعدك طويلاً لكن قلبك وصدرك لن يصمدا كثيراً وهما ينزفان عمرك وأن روحك المشردة المستنزفة لن تمكث ملياً بهذا الكم الهائل من التُّخَم... إذاً ما الحل ... الحل هو التحلل من كل هاذيك التُّخَم وتصفيتها ما أمكن ... وخفف الحمل فإن العقبة كؤود ... لا تخجل من هجر جميع التُّخَم ... في هذا الزمن الإحساس بليّة ... عليك بالترشيد في كل شيء ثقتك ،مودتك ،حسن ظنك ،عطاءك ،لهفتك ،حنينك ،شغفك ... ربما تعود يوماً كما كنت نقياً غير مُتخَم
تعليقات
إرسال تعليق