الحياة الانسانية بين البشر فى التعاملات تقتضي التفاعل الاجتماعي على الصعيد الشخصي والاقتصادي مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالى "وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" ومن خلال هذا التعارف يحدث الترابط والاحتكاك بين البشر وينتج عن ذلك العديد من المواقف والمشاعر المختلفة سواء كانت إيجابية ام سلبية وشتان الفارق بين الوقع النفسي بين الحالتين فى تكوين الخبرات الشخصية.
لو نظرنا إلى الجانب الإيجابي نجد أن هذه التعاملات تجعل الشخص فى قمة الهدوء و الاستقرار النفسي وبالتالي الصفاء الذهني والشعور بالأمن والسعادة كونه ارتبط بخبرات إيجابية ساعدت على التطوير والنمو فى التعامل مثل الاستقرار الأسري والنجاح فى الشراكات المادية والإقتصادية منها على وجه الخصوص وخير مثال على ذلك عندما يكون هناك توافق وانسجام بين أفراد الأسرة الواحده تكون الإبتسامة الصادقة هي العنوان فى كل الدقائق اليومية ويتفاني الجميع فى مد يد العون والمساعدة للطرف الآخر كى ينهضان ويكملان بعضهما البعض وبالتالي يكون الحياة طعم خاص .
وفيما يتعلق بالجانب السلبي نلاحظ أن الشحناء والتباغض والتلاعب بمشاعر الآخرين وهضم حقوقهم يولد خبرات سلبية وذلك على النقيض مما سلف ذكرة لدرجة انك قد لا ترغب فى رؤيتة وتكيل له اللعنات ليل نهار مع دقات عقارب الثواني والدقائق وتؤثر بالتالي على روح التعامل مع كل المحيطين به او بك ففى الحالتين تجد نفسك قد استيقظت من سبات الوهم او الخديعة بصغعة قوية ودرس من دروس الزمن التى لا ترحم .
ويأتى الخلاص والاستيقاظ من الغيبوبة من تلك الخبرات والتجارب السلبية بعد فترات زمنية قد تطول أو تقصر لكنها تأتى ربما بالفراق والشقاق وعدم القدرة على التجاوز والنسيان وبوسائل مختلفة قد تكون قانونية عن طريق المحاكم الدنيويةاو فردية عن طريق الوسطاء او باللجوء إلى رب الناس الذى تعرض عليه الأمور بتقارير لحظية من الملائكة المدونين وهذا ما نراه فى قضايا الانفصال بين الزوجين او الخصام الغير قابل للتسامح حيث تتحول كل مشاعر الحب واحاسيسها إلى مشاعر البغض والكراهية وكذلك الاختلافات المادية بين الشركاء فى حالة ما ظن أحدهم انه استطاع التلاعب على الطرف الآخر وهو فى حقيقة الأمر الخاسر الأول .
ربما نستغرب من مقولة الخاسر الأول او الأكبر لكن لها ما يبررها ويقررها لأن الطرف الأخر بجد أمامه أكثر من سبيل للحصول على كل ما فقده فى تجربته السلبية ومن هذه السبل اللجوء إلى دهاليز المحاكم ورفع القضايا وتشوية السمعة بالحضور في الجلسات واطلاع الآخرين على خبابا ربما لم تظهر للعلن لكنها ظهرت وفى نهاية الأمر يحدث الخلاص لكن بعد ترك صفعة لا تنسى على هذا الخاسر الأكبر.
هناك طريق آخر ربما يتجاهله الكثيرين وهو ترديد مقولة"حسبي الله ونعم الوكيل" والمتتبع لحروف تلك المقولة يجد انها التخلى والتنازل عن القضية والخبرة السلبية وعدم رفعها للعرض أمام قاضى الأرض مع المقدرة على ذلك والاكتفاء برفعها وعرضها على قاضى السماء بأدلتها وبراهينها التى تم تسجيلها مسبقا بكل خباياها ونواياها عن طريق الملائكة المدونين فى دفاتر ستطوق بها الرقاب عندما تتطاير الصحف وتوضع على ميزان الأعمال الحساس أمام العدل الذى يقتص من الشاة القرناء عندما تعتدي على شاة أخرى لا تملك القرون ويحاسبها الحساب الأكبر فى يوم الفصل .
مهما كانت العقوبات فى الدنيا على الخبرات السلبية التى تتعرض لها سواء كانت بالحبس او السجن او الحجز على الممتلكات والأموال وفقدان الصلات والروابط بين البشر لن تساوي العقوبات التى أعدها القاضى العدل رب السماء فى الآخرة التى جعل لها جهنم وما ادراكم ما جهنم التى جعل وقودها الناس الظالمين قبل الحجارة .
اذا حسبي الله ونعم الوكيل عندما تخرج من صدر محترق فى صورة تقرب من الله لخبرة سلبية من مظلوم فى صورة دعوة ولجوء إلى الله ليست ضعف كما يتصور البعض فهى ربما نوع من التخلى والتنازل تمهيدا للحصول على الحق الكامل فى التعويض عن الأذى النفسي والمادى فى يوم يعجز فيه المشكو فى حقة عن الرد والتعويض لأنه مهما قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا سيكون الرد "هيهات هيهات" وهنا تكون الخسارة الكبرى للخاسر الأكبر والنصر والتعويض المبين لمظلوم ردد حسبي الله ونعم الوكيل وهو مقتنع بها وبمقاصدها فى دنيا زائلة .
تعليقات
إرسال تعليق