القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال يكتبه . شحات خلف الله


بينما كنت أسير في احد الشوارع قاصدا تأدية فرض العشاء فى احد المساجد القريبة وإذا بإذني تسمع صوت سيدة جهور تخاطب فلذة كبدها وتقول له باللفظ (أحا يا ولاا) مما جعلني أنظر إلى مصدر الصوت لا إراديا وأرمق صاحبتة بنظرة إستهجان لعلها تصادف عيون تبصر ومقاصيد تُدرك وأكملت المسير حتى أتممت الفريضة وعدت الي حيث الملجأ والمنقذ من ظلام الليل الدامس في السلوكيات السيئة فى المجتمعات إلى نور الشمس الساطع على أوراق التاريخ الناصعة التي جعلها الله خاضعة لمداد محابر بين أنامل أنسان كتب ذات يوم أن الكاتب هو نبض الشارع المكتوب على الأوراق ورسول المجتمع المحيط به على المستوي المحلي أو العالمي .
 
استوقفني اللفظ وأخذت استرجع هنا وهناك فى خبايا الذاكرة وبعض المصادر ورغبت فى التوضيح وبيان هذا اللفظ ومشتقاتة حسب العرف العامي فى المجتمع المصرى وبعض المجتمعات العربية واتناولة من خلال بعض المحاور متعمدا عدم الإسهاب والإطناب حرصا على عدم الفتور وأقول : -

••ما هو المقصود بلفظ أحا وما هى مشتقاتة حسب اللهجة العامية ؟

ان هذا اللفظ فى اللهجة العامية المصرية ارتبط فى الأذهان بإنه نوع من أنواع التعبير عن الغيظ أو القهر الشديد من تصرف ممقوت ويندرج منه بعض المشتقات حسب ما وصل لذاكراتي وعلي سبيل المثال لفظ ( احيييه) وهى نوع من أنواع الاستغراب والاستهجان على تصرف معين اى شئ غير مألوف وكذلك لفظ (أحووه) واحيانا ترددها بعض النساء لحظة المضاجعة بغرض الإثارة الزوجية أثناء العلاقة الحميمة وهذا اللفظ فى المجتمع الاردني يطلق أيضا على حالة من حالات الغضب .

••ما المقصود بلفظ أحا فى القواميس العربية والتراث الثقافي ؟

بعد البحث في العديد من المصادر والمقالات المنشورة على بعض المواقع الإلكترونية وجدت أنها تحمل بعض معاني التوجع أو اشتداد الوجع بصوت الغيظ والسعال وكان يستخدمها البدو للمعيز والخرفان كما جاء فى لسان العرب و كما جاء معجم المعاني الجامع واستخدمت تاريخيا عندما أراد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التنحي بعد النكسة واستخدمها المصريين عند الاعتراض على القوانين الفاطمية لذلك كان لها أثر مجتمعي فى نفوس الناس واستمرت الكلمة حتى اليوم .

••لماذا وصلنا إلى هذا التدهور السلوكي فى التلفظ بتلك الألفاظ حتى وإن كانت ذات مرجعية شعبية أو تاريخية ؟

مما لا شك فيه أن هذا اللفظ رغم المصدر التراثى والمرادفات فى القواميس المختلفة له دلالات تختلف عن دلالات المعني فى الشارع فالمقصود بها فى الشارع هى الكلمة القبيحة ذات الإيحاء الجنسي المقيت لذلك ان سمعنا من يرددها على الفور يحدث النفور والاستهجان وبكل تأكيد الجهل وعدم التعليم وسوء الوعي الثقافى يلبس المعني الحقيقي ثياب لا تستر عورات .

••كيف تتجرئ النساء على ترديد هذا اللفظ؟

ان كان التعليم مهم للرجل فإن التعليم للمراءة فى وقتنا المعاصر فرض عين خصوصا أنها المدرسة الأولى فى تربية الأبناء وان فسد التأسيس فسد بالتالي المجتمع فالأم المثقفة المتعلمة هى الوحيدة القادرة على تربية الأبناء تربية سليمة تستطيع من خلالها إخراج أفراد اسويا غير مشوهين لفظا ولا فعلا وعندما استمع لهذا اللفظ من أنثي هنا فعلا تكون الطأمة الكبرى فقد أصبح المعلم والمتعلم على حد سواء وخرج لنا طفل فى الشارع سيردد الكلمة التى تلقفها من القدوة ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي وما جاء فى قصيدة العلم والأخلاق لشاعر النيل حافظ إبراهيم
مــن لــي بـتربية الـنساء فـإنها
فـي الـشرق عـلة ذلـك الإخفاق
الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا
أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق
ربوا البنات على الفضيلــة إنهـــا فـي الموقفيـن لهـنّ خيـر وثـــاق
وعليكمُ أن تستبيــن بناتكـم نـــور الهــدى وعلـى الحيــاء البـــاقي

•••( الخلاصة )•••

أن القول أو الفعل يحكم عليه بما يحمل من دلالات ومفاهيم مما تعارف عليه مجتمع من المجتمعات وليس ما جاء في القواميس وقد نردد لفظا قبيحا لكن مرجعيتة ناصعة والعكس لكن يبقي المدلول ما تعارف عليه المجتمع

author-img
مهندس وكاتب ومؤرخ عضو لجنة الاعلام باللجنة الفرعية لنقابة الاشراف بسوهاج 01021269038

تعليقات

التنقل السريع