لم يتحمّل الطفل عبدالله محمد إسماعيل (12 عاماً) المصاب بمرض التليف الرئوي، المشاهد المؤلمة للأطفال المصابين بمرضه في مستشفى لطيفة، وطلب من والده أن يشتري جهازين لعلاج الأمراض الرئوية، ليتبرع بهما لهؤلاء المرضى.
وقدّم الطفل الجهازين للمرضى في قسم الأطفال بالمستشفى، وسط سعادة كبيرة منهم، لأن الجهازين سيخففان المعاناة الكبيرة التي يعيشونها مع المرض.
وروى عبدالله لـ«الإمارات اليوم» أنه «ولد مصاباً بمرض وراثي جعله أسير العيادات والأسرّة الطبية، للعلاج من آلام التليف الرئوي، وهو مرض وراثي لا شفاء منه».
وأضاف: «طاف بي والدي دولاً عدة بحثاً عن علاج لحالتي، وبعد سنوات طويلة من البحث في دول أوروبية وآسيوية، توصّل أبي إلى جهاز ينقي الرئة، ويفيد مرضى التليف الرئوي، لكنه غير متوافر في مستشفيات الدولة، ولا يُستخدم سوى في الولايات المتحدة الأميركية».
ويكمل عبدالله: «اشترى لي والدي الجهاز، الذي تزيد كُلفته على 50 ألف درهم، وبعون الله تخلصت من آلامي، واستردّت رئتي كثيراً من عافيتها، وبدأت أمارس حياتي بصورة طبيعية».
وتابع: «تعرّضت، أخيراً، لأزمة صحية شديدة تسببت في إدخالي مستشفى لطيفة، وهناك وجدت أطفالاً مرضى يعانون مرضي (التليف الرئوي)، وكانوا يعانون آلاماً شديدة، وهم في حاجة ماسة إلى الجهاز الحديث لتنقية الرئة»، وأضاف: «تأثرت جداً لآلام هؤلاء المرضى، وطلبت من والدي أن يشتري لي جهازين جديدين ليتم علاج الأطفال بهما»، لافتاً إلى أن والده «وفّر الجهازين في الحال، وتم التبرع بهما لقسم الأطفال في مستشفى لطيفة، وبدأ الأطفال المرضى مرحلة جديدة من العلاج، ما خفف كثيراً من آلامهم».
من جانبه، قال والد الطفل عبدالله: «إن مرض التليف الرئوي خطر لأنه يسبب نقصاً شديداً في كمية الأكسجين بالجسد، ما يهدد بتلف الأعضاء الحيوية للإنسان».
وأضاف: «عانيت كثيراً في سبيل حماية ابني من مضاعفات المرض، وتوقفت عن مزاولة أعمالي، وتفرغت لعلاجه في دول أوروبية وآسيوية عدة، وبعد كثير من البحث توصلت إلى هذا الجهاز الحديث، الذي يُقلل من آلام التليف الرئوي».
وقال: «مطلبي أنا وابني من الجهات المعنية أن تسمح بتشكيل جمعية لمرضى التليف الرئوي، تعمل على تثقيف الآباء بمخاطر المرض، وكيفية اكتشافه لدى الأبناء، والعمل على التخفيف من الآلام النفسية والعضوية عن الأطفال المرضى».
تعليقات
إرسال تعليق