رسم رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبر خطابين له في ظرف أسبوع ملامح المشهد السوداني خلال الفترة المقبلة في إطار التسوية السياسية المرتقبة بين المكون العسكري والقوى المدنية، واستطاع بحسب مراقبين أن يحدد نقاط الاتفاق والاختلاف حول وثيقة الدستور الانتقالي المقترحة من قبل اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين، وتأكيد قبولها من قبل المكون العسكري كأرضية مشتركة للحوار.
وأكد أستاذ العلوم السياسية د. الرشيد محمد إبراهيم لـ«البيان» أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قطع في خطابه الأخير الشك بعدم وجود تسوية ثنائية وإنما هي شاملة، ما يعني توسيع قاعدة المشاركة السياسية وتكوين حكومة مستقلة.
ولفت إبراهيم إلى أن حديث البرهان أكد أن الجيش خط أحمر، على الرغم من أن عملية إصلاح المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلتها تمثل كرت الضغط في السجال السياسي كما أن البرهان ركز على أن استقلالية الجيش في كل شؤونه طيلة الفترة الانتقالية ولحين إجراء الانتخابات.
بدوره اعتبر المحلل السياسي يوسف سراج في حديث لـ«البيان» خطاب البرهان في منطقة المرخيات العسكرية مكملاً لخطابه الذي ألقاه الأسبوع الماضي، ولفت إلى أن إطلالة البرهان من منصات عسكرية تحمل رسائل في بريد جهات متعددة، ولا تستثني المجتمع الدولي أو الوسطاء.
وأكد أن الملمح الرئيسي في خطاب البرهان الأخير يتمثل في قبوله الصريح بوثيقة الدستور المقترحة من قبل نقابة المحامين، باعتبارها الورقة الوحيدة التي تجد رضى المكون العسكري، وإنها قابلة للأخذ والرد وبالتالي هو يسعى لإغلاق الباب أمام أي محاولات لتفسيرات أخرى.
تعليقات
إرسال تعليق